الاثنين، 7 يناير 2013

هموم عمانية 2 / يكتبها سيف بن محمد بن راشد السعيدي / المحامي وعضو المنظمة العربية لحقوق الانسان وعضو اتحاد المحامين العرب



تثير حفيظتي بعض العبارات التي تخرج من افواه المنافقين الذين يكيدون للوطن والمواطن كيدا عظيما ويمكرون مكرا سيئا من خلال تصريحاتهم الرنانة في عالم الفساد وكانهم يحسبون بان البسطاء لا يفقهون قولا ولا يعلمون ما تكن صدورهم من خبث فلسان حالهم يقول نحن الاقوى بما نملكه من تمثيليات هزيلة تتجسد في حبنا للوطن وخدمة لابناءه
نعم انها عبارات نكاد نسمعها كل يوم يمر علينا ونحن نتجرع مرارة الفساد في بلد غابت فيه دور المؤسسات الرقابية والتهت فيه المؤسسات العقابية بادوار ابتدائية وتاهت به السلطة القضائية
عبارات قد عفى عليها الدهر وأكل وشرب وسنذكر امثلة على هذه العبارات ك (( مصلحة الوطن العليا تحتم علينا عدم إثارة هذا الامر )) او (( الحكمة تقتضي عدم تصعيد الامر )) او ((هناك أوامر عليا بعدم مناقشة هذا الموضوع )) وغيرها الكثير والكثير التي لا يسع المجال لذكرها
متناسين هؤلا الذين يتغنون بهذه العبارات بان هناك قوانين تحكمنا وتنظم شؤوننا وآن المخطئ لا بد ان يعاقب مهما كان ومن يكون وان الجميع سواسية امام القانون ولا فرق بين هذا وذاك 
ولكن ما يحدث في بلدنا عمان العكس تماما فاذا سرق الضعيف اقمنا عليه الحد واذا سرق القوي تركناه وشانه لان المصلحة العليا تحتم ذلك مما أدى هذا الامر الى خلق حالة من اللامبالاة عند الكثير من اصحاب النفوذ جعلتهم يستقوون على نهب اموال البلد لدرجة تصل الى حد ان تفيح الروائح للجميع وما ان تبدا تلك الرائحة الكريهة بالانتشار وتتسرب الاخبار عنهم وعن افعالهم الدنيئة تجدهم يسارعون في تكذيبها الى ان تم ترسيخ عقيدة لدى الكثير من الناس بان ما يثار من اخبار حول الفساد ما هو الا تلفيق وابتداع وانهم يصورو للناس بانهم ملائكة فحق انه أمر مضحك للغاية

كل ذلك يقودنا الى تساؤلات عدة هل سيبقى الحال على ما هو عليه خلال الفترة القادمة ام اننا سنحتاج الى جيل قادم قادر على التغيير الايجابي ويستطيع ان يفرض نفسه وبقوة على المشهد العماني الماساوي
أم اننا سنرى وسيرى أبنائنا من بعدنا نفس النماذج التي نشاهدها الان على الساحة فها هو مجلس الشورى ومن خلال أعضائه اللذين عقدنا عليهم الامل لم يستطيعو وفشلو فشلا ذريعا في تغيير ما اعتاد عليه المواطن في السابق من مشهد واستمرت تلك الالفاظ التي عرفها الجميع ويئس منها وهي بان (( يوصي المجلس )) (( ويقترح المجلس )) (( ويأمل المجلس )) دون الخوض في التفاصيل التي قد تجلب لهم الصداع والذي قد يحتاج الى مسكنات في بعض الاحيان. 

اننا نسمع كثيرا في وسائل الاعلام الفاشلة أن مجلس الشورى مناط إليه رسم سياسة البلد وهذا حلم يراود المهتمين من عامة الشعب ويراود القلة المخلصين من الاعضاء الذين لهم مبادرات فردية معلومة ومعروفة لدى العيان وعكس البعض الاخر اللذين اتو الى المجلس عن طريق شراء ذمم الناس بمبلغ بخس فان سالته عن كيفية وماهية رسم سياسة البلد فانك بالكاد ستسمع منه أحلى الروايات الفكاهية المضحكة

لقد اطلعنا على التعديلات الاخيرة التي صدرت في تحديد اختصاص مجلس الشورى والتي ذهبت الى ان مجلس الشورى هو مجلس تشريعي رقابي بحت فاين المجلس من هذا الامر
هل له ان يطلع المواطن البسيط عن انجازاته في جانب التشريع للقوانين والانظمة ام ان مصلحة الوطن العليا تحتم عليهم كذلك عدم الافصاح عن تلك الانجازات ان وجدت فالاصل
اخواني الاعزاء في عام 2011 ابدى بعض الاعضاء اللذين يراودهم الحلم ان يصبح مجلس الشورى كما أراد له جلالة السلطان والمواطنين فقامو من خلال مناقشة ميزانية الدولة لعام 2012 المنصرم بتقديم طلب توضيحي حول ميزانية ديوان البلاط السلطاني وبعض الجهات الاخرى فلم يلاقي هذا الطلب أذانا صاغية بل قوبل بالاستياء الشديد فما كان من هؤلاء الاعضاء الا ان يحتفظو بحلمهم لانفسهم كي لا يخسرو مقاعدهم ورواتبهم الشهرية وتلك اللوحة التي يضعونها على مقدمة مركباتهم الفاخرة
لان الديوان يا اصحاب السعادة الاعضاء من الوزارات السيادية ولا يسري عليه القانون ولا تسري عليه الرقابة ولا الحلم الذي يراودكم ويراود البسطاء من عامة الشعب وكذلك الحال ايضا في وزارة النفط والغاز والاتفاقيات المبرمة التي لا يجورز معرفتها والاقتراب منها الا لبعض اصحاب الكروش التي امتلئت من اموال الفساد

فخذو مني هذه العبارات المتواضعة التي اعجبتني وانقلها لكم من مهموم على الوطن فالديوان مؤسسة رائعة لا غنى عنها في حياة المشايخ من الشعب ورخائهم وبذخهم فدوره الكبير في بناء اساطير المال ودهاقنة الذهب لا ينكره الا ناكرا للجميل
انه المخدة الناعمة لكل الاجساد اللينة والشفاة الحمراء السائلة انه السرير الوفير لكل الرابضين على بطونهم والساجدين تجاه قبلة السلطان 
انه مؤسسة لا يمكن الاستغناء عنها خاصة في الدول التي تعاني في حموضة في المعدة وتليف في العقل والضمير. 
هكذا هو الديوان يا اصحاب السعادة الاعضاء الحالمين بالاستفسار عن ميزانيته

من هنا اتضحت الصورة من خلال الفترة التي مكثها الاعضاء في مجلسهم وتيقن المواطن تيقنا تاما بان الجهات المختصة لا تتعاون معه ولا تعيره اي اهتمام كجهة رقابية وهذا باعترافات بعض الاعضاء عندما قال احدهم في تصريحه بانه طلب من احدى الجهات المختصة توضيح حول اسناد مناقصة بقيمة 700 مليون ريال لصالة المطار
فاين التوضيح يا مجلس الشورى او ان مصلحة الوطن العليا تحتم عليكم التغاضي والسكوت
واين استيضاح بعض الشكوك حول بعض الاتفاقيات لبعض الطرق حينما وصل سعر الكيلو متر الواحد بمليون ريال
او ان مصلحة الوطن العليا ايضا تحتم علينا نسيان الامر واعتباره كان لم يكن.

كل ذلك وغيره الكثير والكثير يجعل المواطن يفسر سكوت اعضاء مجلس الشورى عن ممارسة دورهم الفاعل كجهة رقابية بعدة تفسيرات وهي كالاتي اما ان يكون جهلا منهم بدورهم او تواطئ مع تلك الجهات او الاوامر العليا المجهولة الهوية والمصدر او يبدو كذلك ايضا تغليب المصلحة العليا للوطن كالسمفونية التي نسمعها كل يوم. 

قبل ان أختم مقالي هذا وبما انني في خظم الحديث عن الفساد وددت ان احكي لكم موقفا طريفا جاء عن طريق الصدفة اثناء كتابة هذا المقال بتاريخ 30 / 12 / 2012 وتحديدا عند الساعة الحادية عشر ليلا 
وردني اتصال من احد الاخوة الاعزاء وطلب مني ان افتح على قناة دبي الرياضية لاشاهد برنامج يبث على الهواء ومستضاف به رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم ويقدمه شخص يدعى عدنان
وفي الحقيقة هذا اللقاء شد انتباهي واثار فضولي وقررت ان اورده في مقالي هذا من خلال بعض الملاحضات المختصرة بشكل كبير منعا للاطالة على المتلقي وساوجه هذه الملاحضات على شكل رسالة وأتمنى ان تصل لرئيس الاتحاد العماني لكرة القدم ومقدم البرنامج

اولا :- يا عدنان ما عهدناك سياسيا فانت مقدم لبرنامج رياضي في قناة رياضية فدع عنك الثورات العربية وما تحمله من مسميات سواءا ربيع عربي او غيره فرحم الله امرءا عرف قدر نفسه
ثانيا:- عليك ان تستقصي الحقيقة اينما وجدت وكما اخذت هذا الراي فعليك ان تاخد بالراي الاخر وتبحث عنه ولا تحمل القضاء العماني شيئا من نسج خيالك وتفتري عليه بلسان ضيفك وتوهمك انت وضيفك عندما قلتم بان رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم كسب الدعاوي المرفوعة ضده امام القضاء وببساطة شديدة اذا اردت حيثيات الاحكام الصادرة فما عليك الا ان تزودني بوسيلة الاتصال لكي تعرف بانك وضيفك قد اعطيتم المشاهد كلاما مغلوطا ولا يخلو من الافتراء والكذب وبعيد كل البعد عن الحقيقة والمنطق الذي ينشده الجميع وحينها ستعلم بانك لم تتبين الحقيقة فاصبت قوما بجهالة

ثالثا :- يا رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم المنحل بقوة القانون وقوة الاحكام اجبت اجابة غير صحيحة عندما سألك مقدم البرنامج حول زعم البعض بوجود فساد مالي واداري في الاتحاد فقلت واتمنى ان تثبت على هذا القول بانه اذا توجد اي ادلة على وجود هذا الزعم وهو الفساد مع اي احد فما عليه الا ان يحضرها الى الطاولة ليبينها للناس ولكي ترد عليها 
فردي حول هذا الموضوع انا العبدلله الذي اقسم بالله ولا اله غيره ولا نخشى سواه بانه توجد بحوزتي ادلة قاطعة وجازمة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار على الفساد المالي والاداري في مجلس ادارة الاتحاد العماني لكرة القدم وانني اذ أوكد على تحملي المسؤلية الكاملة حيال هذا التصريح اذا وجد ما يخالفه فهيا يا رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم نجلس على ذات الطاولة التي قلت وانت عليها بانك تبحث عن الحق وتسعى لتحقيقه. 
فهل انت مع كلمتك ومستعد لذلك او هل لوزارة الشؤون الرياضية التي تعلم بالامر وتسكت عنه ولا تحرك ساكنا حياله وكذلك جهاز الرقابة المالية للدولة الذي يعلم هو الاخر بالامر وسكت عنه ان يوضحو لنا سوء فهمنا لهذا الامر

حمى الله عماننا الحبيبة من كل فاسد وتقبلو مروري المتواضع
للمراسلة والتعليق s.alsaidi77@gmail.com