الأربعاء، 16 يناير 2013

مقال ابو المقداد الرقيشي / عشية النطق بالحكم في ٢ يناير ٢٠١٣ والذي تأجل إلى اليوم ١٦ ديسمير ٢٠١٣،،


.......

كل عام ونحن غرباء يا وطن ..

وداعا ايها الاحباب فقد دقت ساعة الصفر، نودعكم كما ودعنا عام 2012 بتلك الذكريات التي لن ننساها ولن ينساها التاريخ والتي ستبقى راسخة فى عقولنا وعقول أبنائنا وأقربائنا وأحبائنا وبالتأكيد في عقول الاجهزة الامنية كذلك ...

نودعكم اسوة بزملائنا الاحرار الذين سبقونا، انه لفضلٌ عظيم ان يتقبلنا الله قرابين إليه لنصرة هذا الوطن الغالي على قلوبنا والمستحوذ على تفكيرنا .. 

وعمان تستحق اكثر من ذلك، لقد اثبت التاريخ ان الحق دولة والباطل جولة، ولن تضرنا تلك الجولة فهي فى كل الاحوال فترة زمنيه محدودة وسيأتي لها يوم وستنتهي. وسيبقى الحق وسيزهق الباطل، فاذا استفحل الظلم سبب الله الاسباب لدحضه .. 

نصيحة من قلبٍ صادق
الى كل من بداخله قلبٌ ينبض بحب هذا الوطن ونفساً زكية ترغب بالحق وتطبيق شريعة الله وعدله. لكل طامح للكرامة والمساواة والعدل. إلى كل من اعتلى أعلى المناصب وأصبح ذا نفوذ، إلى كل عالم وواعظ وقاض ومدعي ومحقق. اذكركم بقول الله عز وجل "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون". ان مجرد الركون يدخل النار فما بالكم بمن لا ينظر الى جنب الله. ان الله ينصر الامة العادلة وإن كانت كافرة، ويذل الامة الظالمة وإن كانت مؤمنة اتقوا الله في انفسكم وفي المسؤليات التي ألقيت على عاتقكم وابتغو الفضل من الله ..
فلا يغرنكم من الدنيا ما انتم عليه ..
ان الدنيا تقول للملاء فيها حذاري، حذاري من البطش فلا يغرنكم مني ابتسام فقولى مضحك وفعلى مبكي ...
واعلموا ان الله على كل شي قدير وانه قادر على ان يجردكم مما انتم عليه "إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك" من أعان ظالماً على ظلمه، أو لقنه حجة يدحض بها حق امرئ مسلم، فقد باء بغضب من الله تعالى.

أقول لكم هذا الكلام رئفةً ورحمةً واشفاقاً عليكم من قوله تعالى "إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً".
تب إلى الله قبل أن تموت قبل أن ترى وعيد ربك قبل أن ترى عذاب ربك. الظلم ظلمات يوم القيامة. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. أخرجه الترمذي وابن ماجه والدارمي.

"رسالة اعتذار وشكر"
اتقدم بإعتذاري واعبّر عن اسفي وندمي وحسرتي ..
على كل لحظه من عمري مرت علي ولم اطالب فيها بالإصلاح. ولم اقف فيها ضد الظلم، ولم انتقد فيها الخطأ ولم اتحرك فيها ضد الفساد ولم اقف فيها مع الحق ...
ولم انصر فيها المظلوم والمستضعف من ابناء هذا الوطن ...
كما انني آسف على كل لحظة لم اشارك فيها مع شباب الوعي والإصلاح في معتركهم الأزلى ضد الفساد والفاسدين وعن كل وقفه احتجاجية ضد الفساد لم اشارك بها، وعن كل مقال او قصيده لم اسخرها ضد الفساد.

على هذا "فقط" انا نادم واعتذر.

كما اتقدم بشكري الجزيل لكل من نسي ما قام به شباب الاصلاح والوعي من مطالب اصلاحية لهذا الوطن والتي راح ضحيتها الشهيدين عبدالله الغملاسي وخليفة العلوي. كما زج ببعضهم في السجون وشُردت أُسر .. ضحى شباب الوعي من اجل هذه الامتيازات التي حصلتم عليها انتم بوظائفهم واعمالهم واوقاتهم. تلك المطالب التي نتج عنها اقالة بعض الوزراء وزيادة رواتب العسكرين ... وزيادة رواتب الموظفين في القطاعين العام والخاص .. وزيادة رواتب الشون الاجتماعية .. وصلاحيات مجلس الشورى .. والمجلس البلدي .. واستقلاليه القضاء .. واستقلاليه الادعاء العام .. وفصل السلطات وكل ما تبعها من اصلاحات وتعديلات مادية ومعنوية.
كل تلك الاصلاحات لم تأتي من فراغ هناك من دفع ثمنها.

ايها الحر تذكر كل موقف مر عليك أسيء لك فيه وبقيت صامتا! هنا نقف لك احتراما واجلالاً، لا بأس هذه سنة الشرفاء الاوفياء لهذا الوطن.

وشكرا للاحرار الذين آزرونا سواء بالمشاركة او بكلمه او برساله او بحضورهم الى المحكمه او بكتابتهم او بكل وسيله ذكرتها او لم اذكرها. كما اشكر كل من حمل في قلبه هم هذا الوطن الغالى .. وهم الاصلاح .. وفقكم الله يا ابناء وطني ولنا الله هو مولانا واليه المصير.

بقلم / ابو المقداد " حسن الرقيشي "