السبت، 12 يناير 2013

الحارة العمانية / الثراء الفاحش على نفقة الشعب / عبدالله جمعة الفارسي

عبدالله جمعـة الفارسي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: وطني الحبيب
الجنس: ذكر
المشاركات: 3,510
افتراضي الثراء الفاحش على " نفقة " الشعب ..!!

.. كنا في زيارة للسجن المركزي .. نزور معتقلي النوايا .. وسجناء القلوب وشموع هذا الوطن المظلم .. كان منظرهم مؤسفا .. مُزريا .. وتعيسا .. من قال أن المظلوم يبتسم .. ويضحك .. ويهضم الطعام جيدا ...
من هو القائل بان المظلوم ينام .. ويضطجع ... ويتنفس ...!!!
لقد أكد لنا أحدهم بأنهم مكدَّسون في غرفة واحدة مع تجار الحشيش والهروين والمخدرات ... لا أدري ما الهدف من هذه الخلطة العمانية المجيدة ..؟؟ لا أعلم بالضبط ماذا يحدث : .. حين يختلط النور بالظلام ... ويمتزج الإيمان بالضلال ... ويصب الزعفران مع البول .. والعفن !!
ليس هذا هو موضوعي .. هذه دمعة حزن ساخنة لأولئك الأحرار النادريين ..

الموضوع : كنت في زيارة لصديق من مسقط .. صديق كبير .. قديم .. رجل يعرف مسقط .. وما أدراك ما مسقط .. رجل أستوعب " السقوط " .. وعاصر الإنحدار والإنحطاط .. والغرور .. والتغطرس .. وردم الضمير في مكبات النفايات الخضراء الكثيرة .. المنتشرة في أرجاء العاصمة وضواحيها ..
قال لي : ما رائك في جولة طويلة في مسقط لترفع من منسوب همومك .. وتخفض من معدل رغبتك في الحياة .. ؟؟ قلت له : لا بأس .. بشرط إلاّ يتأثر القلب .. فقال : بل القلب هو أول من سيصاب ... هيا أيها المهموم .. فلم يعد في القلب شيء يستحق الحفاظ .. والعناية ...والإهتمام ..!!
.. أخذ يتجول بي في شوارع مسقط .. ومواقعها الذهبية .. ويدور بي حتى أصابني الدوار والغثيان .... يتوقف لحظة هنا .. وساعة هناك .. ويقول : أنظر إلى البناية ذات العشرة طوابق تلك .. إنها لمعالي الوزير السابق .. وأنظر إلى تلك التحفة الفنية ذات اللون البني إنها لنفس صاحب المعالي السابق ... وانظر إلى تلك القلعة الحصينة الشامخة ذات الخمس طوابق إنها لمدير مكتب أحد أصحاب المعالي السابقين .. وأنظر إلى ذاك المجمع السكني التجاري إنها لسعادة الوكيل المعاصر ... وانظر إلى تلك المدينة السكنية إنها لأحد "حكام" الديوان السابقين .. وانظر إلى ذلك الشارع وما فيه من الفلل والمساكن والأشجار والأحياء والأموات ..إنه لمعالي الوزير الجديد ... وأنظر إلى ذلك المجمع التجاري الصاخب إنه لرئيس الجهاز الفلاني .. وأنظر إلى تلك الجنة الفيحاء وذلك القصر العالي التي يتوسطها إنه لرئيس المكتب " العماني "... إلخ من عجائب الوطن الحبيب .. الغالي ..!!
شيء مهول .. ومفزع .. عقارات هائلة تدر مئات الآلآف شهريا .. وتنجب عشرات الملايين سنويا ..
ناهيك عن " ثرواتهم وأملاكهم " في سنغافورة وكولالمبور وشنغهاي ولندن والدار البيضاء .. والبلاد السوداء ...!!
" من أين لهم كل هذا .. ؟؟"
الجن والعفاريت لا يمكن أن يحصلوا على هذه الثروات مهما كانت قدراتهم وإمكانياتهم العقلية وغير العقلية ...!!
إنهم فعلا معجزة النهضة العمانية ..!!
عشرات البنايات والعقارات التجارية والسكنية والصناعية أستحوذ عليها أفراد قلائل دون وجه حق ...!!
أين كتابنا " الأبيض " وحكمه السامية ..؟؟
أين أجهزة الأمن والآمان الباسلة ...؟؟
أين جهاز الرقابة والمحاسبة ؟؟
أين مكافحة الشغب من كل هذه " الفوضى والمشاغبة " ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تخيلوا لو كانت تلك العقارات ملك للدولة .. كم ستكون رواتبنا الشهرية ..؟؟
تصوروا لو كانت تلك الأملاك من نصيب ميزانية الدولة ... كم قسطرة قلب ستكون لدينا في المستشفى السلطاني .. ومستشفياتنا الميتة ؟؟
تخيلوا لو كانت تلك الملايين تصب في خزينة الوطن .. كم طبيب قلب سيكون لدينا .. وكم جرَّاح ماهر سيسكن بيننا ؟؟
تصوروا لو كانت تلك الملايين تُضخ للبناء والإنشاءِ والتعمير ... هل سيبقى لدينا طريق غير مزدوج أو شارع بدون أكتاف وأعمدة إنارة ..؟؟؟
تخيلوا لو كانت تلك الملايين تسقي شرايين الوطن شهريا .. هل سيبقى لدينا عاطلين عن العمل .. أو متسولين في الشوارع .. أو بيوت بدون كهرباء .. او طوابير من أصحاب الرسائل أمام ديواننا الموقر ؟؟
تأملوا .. لو كانت تلك المليارات لهذا الشعب .. هل سيكون لدينا أزمة مياة .. وأزمة لحوم .. وأزمة خضار .. وأزمة أسماك .. وأزمة " إنسانية " ؟؟؟
تصوروا لو كانت تلك الملايين من نصيب الشعب .. كم سيكون رواتب أُسر الضمان الإجتماعي .. وهل سنطلب مساعدات خارجية في الأزمات والمصائب ؟؟
تخيلوا لو كانت تلك الملايين في ميزانيتنا السنوية .. كيف سيكون حال مدارسنا .. وجامعاتنا .. وأولادنا ؟؟
تصوروا لو كانت تلك الملايين من نصيبنا ... كيف ستكون أجسادنا .. وأرواحنا .. ومعنوياتنا ... ودقات قلوبنا ؟؟
لو كانت تلك الملايين لنا .. لا أعتقد بأنه سيكون لدينا سجناء النوايا .. ومعتقلي الحريات .. ومتجمهرين وسط النهار في الشوارع والدَّوارات ؟؟

.. قلت لصديقي الكبير .. القديم ... عُد بنا إلى البيت .. أريد أن أنام ... سأبحث عن حلمٍ أبيض .. حلم جميل يطرق جمجمتي .. ربما ستتحقق " الآمال " في الأحلام .. وبين سدول الظلام .. والأوهام ..!!!!!!! ....

" مهموم ..!!"