الاثنين، 25 فبراير 2013

إيوان الخلود



هـ الأرض تكفي للصعود لآخر أبواب القيامة
والعمر تأشيرة عبور
وعمر واحد ما يكفي لاختزال الصوت بأضلاع القصيدة
ما يكفي لاحتراقي ..
أو لوصف الغيب جملة .. في فضاءات السطور
والروح تجهش ترتبكني
في زواياك المنافي
خلفك/ أمامك /داخلك ..
ميلاد مُسبق للفناء
ومثل نبضك
مثل حلمك
تسكنك تتربصك كف القدر

ياشاعر الحلم الأخير
هذا المكان أللا وجود
هذا الوجود أللا مكان
غنّي صعود الروح غنّي
ووزّع اسمك بالتساوي
للظلال.. وللنشيد.. وللصعود.. وللغناء

عمرّ واحد ما يكفي
حلم واحد ما يكفي

وزّع اسمك بالتساوي
ومن حروف اسمك تعلم ... كيف يولد من يدينك فجر .. ومن ثغرك حمام

يا شاعر الحلم الأخير
لا تعنوّن كل ما حولك هباء.

ألف معنى لإستعارات الولادة في نشيدك
الأغاني / وعزف ناياتك لغيرك
زرع هذا الحب في عصر الحروب
أو بيت شعر"ن" من قصيدة
أجّل الحلم وتوقّد .. في شفايف طفلة"ن" ذوّب حناياها حفيدك

يا شاعر الحلم الأخير
اكتب وصاياك الأخيرة
وأوقف على كتف القصيدة ..
وانحني / لو هبت الريح انحني .. ولا تنكسر
واعتلي هذا المدى صهوة فرس .
وأكتب على المعنى نشيدك للوداع

يا أصدقائي
يا أنبياء الساحل الشرقي من شبه الجزيرة
عمر واحد ما يكفي
حلم واحد ما يكفي
ما يفسّرلي تفاصيل الحياة فهالسنين اللي حملت نعشي على أكتافها
إلا الصعود

يا أصدقائي
أجّلوا ركب السنين اللي تجر أحلامنا للهاوية خلف الغياب
أجلوها لين ما أوّزع حروفي بالتساوي
بين وجدي / وزهر أيامي / وحلمي .. وطيشي المجنون / لإسمي
لوالدي / ولذكريات الساحل الشرقي ..
بين ميلادي وصراخي في حضن أمي .. لشبابي /
لحيرتي بين الصعود لآخر حدود المؤجل
والنزول لأول إدراك الضباب

يا أصدقائي
من حروف اسمي .. لموتي.
فسّرت أنا لغز الأبد .. وأهديت معنى للوجود

عمر واحد ما يكفي
حلم واحد ما يكفي

بيت يكفي/

وزّعونه في رحيلي
وأنحتونه في ((حوار)) الصخر في أركان قبري .. قبر محكم بالحدود
بيت يكفي للخلاص
من التراب
من الظلام
من الصعود
بيت يشرب عطر ورد الروح من ثغر الوجود
[الشعر صوت الحب غيم ... والشعر إيوان الخلود.]

أحمد العريمي