بسم الله الرحمن الرحيم
{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى اْلْبِرِّ وَاْلتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى اْلْإِثْمِ وَاْلْعُدْوَانِ وَاْتَّقُواْ اْللهَ إِنَّ اْللهَ شَدِيدُ اْلْعِقَابِ}. صدق الله العلي العظيم.
إلى جلالة السلطان قابوس بن سعيد
إلى أصحاب الضمائر الحرة..
إلى كل نفس تؤمن بأن القيد الذي يقيد واحداً منا يقيدنا جميعاً
إليكم أنتم نوجه نداءنا ونصوب استغاثتنا علّها تجد موطئاً لديكم . .
نستضرخكم للتدخل المباشر والفوري لدى السلطات الأمنية بالسلطنة من أجل الإفراج عن أخينا ( المعتقل ) سلطان السعدي الذي قامت قوة أمنية مكونة من عدد أربعة عشر (14) فرداً بالتعرض له واعتقاله يوم 29/7/2013 ، حينما كان يقود مركبته بصحبة زوجته وطفليه الذين لم يتجاوز عمر أكبرهم ست سنوات، وقد تم اقتياده أمام صغاره بطريقة حاطة بكرامة الإنسان . أعقبها اقتياده مكبلاً إلى بيتنا حيث دخلت القوة الأمنية البيت وكان عدد ( 12) من أفرادها يرتدون ملابس نوم وملابس غير لائقة تبعا للعادات والتقاليد العمانية وقد اتصفت تصرفاتهم بالهمجية والصراخ يسوقون أخينا بطريقة مهينة لا هدف لها سوى ترويعنا واستهداف كرامتنا.
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها للإعتقال التعسفي وتتعرض فيه أسرتنا للترويع والمعاملة الحاطة للكرامة، ففي يوم 29/3/2011 واجه ذات السلوك بعد أن قامت قوة مكونة من 8 أفراد باقتحام منزلنا المقرون بتصويب الرشاشات لرؤوس أفراد الأسرة وهن نساء لا وجود لرجال بينهن، وقد تمت تبرئة سلطان من جميع التهم المنسوبة إليه ، وتكرر نفس الحدث في 12/6/2012 حيث تم اعتقاله من مقر عمله في الصحراء وهو مهندس يعمل في شركة بترول ، بواسطة قوة أمنية كبيرة ، وتم تقييده ونقله للعاصمة مسقط ، حيث عزل تماما عن العالم الخارجي لمدة 28 يوما ، وحبس في زنزانة انفرادية لفترة تقارب الثلاثة أشهر ،وبعد أن قدم للمحكمة بما صاحبها من تأجيلات وصلت إلى عدد ( 14 ) جلسة توقفت بتفضل جلالة السلطان بالعفو. وتعرضت الأبنة الصغرى للعائلة للاعتقال التعسفي وحبست ما يقارب ( 44 ) يوماً ، من بينها ( 21 ) في مكان غير معلوم ، لتعلن برائتها من قبل المحكمة وفي جميع التهم المنسوبة إليها.
أن تكرار استهداف أخينا ( سلطان ) والأسرة وعدم وجود قنوات رسمية فاعلة يمكن اللجوء إليها لرفع ما نتعرض له من صلافة وإمعان في الإهانة، وهدر لكرامة الإنسان ، ليجعلنا في موقف نشعر فيه بانعدام الأمن والأمان وانعدام الثقة بالمؤسسة الأمنية في الدولة .الأمر الذي يجعل الأسرة في وضع صعب وينمي لدى أفرادا الأسرة شعورا قويا بعجز الدولة العمانية عن توفير الحماية لهم وتكرار استهداف كرامتهم وانتهاك خصوصياتهم من قبل القوات الامنية. مؤكدين على أن الأسرة لديها إيمان راسخ وثقة كاملة بالقيادة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس الذي نعتبره الأب الروحي لعمان ونؤمن بوجود فرصة حقيقة للاصلاح في عهده. لذا ترفع الأسرة ندائها لجلالة عاهل البلاد المفدى ( حفظه الله ) ملتمسين منه الوقوف على التجاوزات والخروقات التي تنتهجها السلطات الأمنية ، والتي تطال الحريات الفردية المكفولة قانوناً ، وتضرب بمواد النظام الأساسي للدولة عرض الحائط ، وتصيب العدالة التي طالما كانت وما زالت منهاج عمل جلالتكم بتشويه يجعل منها وسيلة انتقام وتشفي لا عقاب وإصلاح. تجاوزات عصفت بالحريات التي لا يجوز المساومة عليها أو المساس بها ، كما علمتنا.
أن أخينا سلطان السعدي وحتى كتابة هذا البيان يقبع في سجن انفرادي ، وهناك خوف وقلق حقيقي لدى الأسرة على سلامته ، ومن تعرضه لمعاملة غير إنسانية. كما تتعرض الأسرة لضغوط كبيرة ومستمرة من قبل القوات الأمنية.
إن الدستور العماني وقانون الإجراءات الجزائية قد كفلا حقوق المتهم في جميع مراحل سيرورة الدعوى الجزائية ليس أقلها حقه في الإتصال بمن يريد وعدم جواز فصله عن محاميه واطلاعه على ملف القضية المنسوبة إليه . وحقه في مواجهته بالتهمة وأدلتها. إننا لا ننشد سوى العدالة التي تقتضي أن يتم الوصول إلى الحقيقة بقيد الوسيلة لا بدونها. العدالة التي تقوم على أن ( أخينا سلطان ) وغيره من المتهمين أبرياء من منطلق قرينة البشرية المجبولون عليها. العدالة التي يصفونها بأنها معصوبة العينين وهي في حاجة لمن ينير أمامها الطريق ويقود خطواتها المترددة.
فهل أنتم فاعلون ؟؟؟؟
إن خلاصة مطلبنا أن يتم الإفراج عنه وتمكين محاميه من حضور جلسات التحقيق والاطلاع على ملف القضية .
ولكم منا خالص الشكر ووافر الاحترام..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسرة المعتقل سلطان بن حمود السعدي
عنهم /الدكتورة فاطمة بنت حمود السعدي
منقول من جدار د.فاطمة السعدي بالفيسبوك