الخميس، 22 نوفمبر 2012

سـمــا



لو مرّني وجهك أضيعْ
لا أرض تحتي للثَّباتْ
ولا غيم يوهمْني بمطرْ

ولو ضمّني صُوتك أحبّ
وتصطفّلكْ كلّ الحُروف بدَفْتري
يفتزَّها فيني النَّثرْ

بسّ الغريبة يا (سَما)
إنّ النّثرْ
لو رفَّتْ أهْدابي وسَرَحْت
يرْسمْ مُوسيقَى
قافِيَة
وَزْن
ولُغَةْ
يرمي الحَداثَة لِلْحَداثَة ويشْتعلْ
فجرً غرقْ بَهْ دَفْتري شَمْس وشعر

وانِّ الشعر
تتفتَّح حرُوفَهْ زَهَرْ
وانِّ الزَّهَرْ
ينبتْ عَلَى اطْراف القَلَمْ وَاسْتَغْربَهْ
واصْحَى ألَمْلم دهْشتي واسْتَصْرخك
انْتي التَّوازُن للطَّبيعَة يا (سَما)
صوتِك تعتَّقْ في القَلَمْ
لين استَمَدّ الحبْر رُوحْ
واصْبَحْ يوزِّعْ في أنامِلْ
كفِّي الأَيْمَنْ عطرْ

الله كم أَشْتاقِلكْ
لو مالتْ الشَّمْس بعيونِكْ
واسْتَماتتْ للْمَغيبْ
الله كَم أحْتاجِلكْ
لا من سَكب رمشِكْ
ظِّلال الليل في حزْن الغَريبْ
الله يا آخرْ مدينَة منْ غَمامْ
ردِّي الطُّفولَة في دَمي
واخذي حروفي للأَغاني
واغرسيها فيك للمَعْنى شجرْ
وخلِّي النّقطْ أغصان ظِّل معلَّقَةْ
تمسَحْ تَعَبْ طيرً مهاجرْ
يشرَب أغاني الحزْن من عَزف الغَجَرْ

الله يا آخرْ مَدينَة
كل ما حضنْت ترابَها
وَاغْمَضت عيني للأَخيرْ
تهْمس شَفايفْها أحبَّكْ
ضمّني واصْعَدْ معي
ارمي ظِّلالك لأوَّل أنفاس الفَجرْ
وامْنحني إحساسك وطِيرْ

أحمد العريمي