الخميس، 4 أبريل 2013

الكاتب : إبراهيم سعيد / عبير المعاني قراءة في كتاب الربيع العماني ج٣



إبراهيم سعيد

عن الكاتب: إبراهيم سعيد


 
 الربيع العربي
بعد الجزئين السابقين هنا مرة ثالثة تحاول ان تكون زاوية ثالثة لمحاولة قراءة كتاب الربيع العماني، اعداد وتحرير سعيد سلطان الهاشمي بمشاركة عدد من الكتاب والفنانين، الفارابي ٢٠١٣
عمان في قصاصات الصور:
كتاب الربيع العماني غني بالصور المكثفة في لقطات، وتلك هي الصور التي يحصل عليها القارئ ويقرأها، بما في ذلك صورة السيد العماني في الماضي القريب والتي يذكرها محمد المحروقي: صورة العماني التاريخية التي أقامت امبراطورية مترامية وقوية في الماضي القريب عبر بناء العدل وتحقيقه. 47
إلى صورة الماضي الأقرب والتي يسجلها ناصر صالح في عرضه لصورة الثقافة العمانية: إعلاء ثقافة الطاعة والولاء كوسيلة للترقي الوظيفي والاجتماعي على حساب الكفاءة والاقتدار، حرمان المواطنين من المشاركة السياسية، وحقوقهم في التعبير عن آرائهم وأفكارهم..الخ، وهو ما أدى إلى إيقاف حركة النمو الثقافي والسياسي الطبيعية للمجتمع، وتجريف التربة العمانية من الخصب الواعد للمواهب العلمية والفكرية، وبالتالي شلل اجتماعي عام، وركود وسكون شبه تامين. ص66
مثلما يلتقط ناصر صالح أيضاً صورة للحظة المشاركة الشعبية الجارفة ٢٠١١: لحظة الانعتاق الأولي من الخوف، لحظة التحرر من الأسر، والانطلاق والحرية. إنها لحظة استعادة الشعور بالذات الفردية كشخصية حرة، والوعي بالذات الجماعية كشعب عماني له إرادة وعزيمة وقدرة على التغيير. كان الفرد العماني يعلن ذاته لأول مرة: أنا أحتج، وأرفض، وأعترض إذاً، أنا موجود. ص69
ويرصد ناصر صالح صورة جماعية للشعب ٢٠١١: الشعب العماني أخذ يتبلور كهوية وإرادة جامعة، وككيان معنوي جماعي له شخصيته الاعتبارية وحقوقه في المشاركة وصنع القرار.
يشرّح أحمد المخيني تلك الصورة/اللحظة عن كثب: أحداث فبراير أحدثت فارقاً في ذهنية الإحساس بالذات لدى الكثير من العمانيين، وفارقاً في المشهد القانوني والسياسي في البلاد، ومثلما كان الناس كثيراً ما يستشهدون بثورة 23 تموز سيستشهدون بانتفاضة 26 فبراير وستظل حدثاً هاماً في النسيج الاجتماعي والسياسي العماني لسنوات طويلة مقبلة. ص96
إذن كانت لحظة انفجار شعبي، والانفجار وليد أزمة ضاغطة، وذلك ما يشير إليه ويكتبه سعيد سلطان الهاشمي: ثلاث أزمات رئيسية كانت ضاغطة على الانسان العماني، متراكمة ومتراكبة عليه..وهذه العوامل هي: التعليم، والتشغيل، والمشاركة السياسية ص113
ويقرأ الهاشمي في صورة العماني التي طفت على الساحة٢٠١١: عمق الوعي الشعبي العماني بحقوقه وواجباته وحرصة على مشروع اصلاحي شامل دستوري وسياسي واقتصادي واجتماعي. ص138
بينما ينتقد صورة المثقف العماني ٢٠١١ حين يراه: حريصاً على ممارسة وصايات مركبة ومتناقضة في بعض الأحيان،.. ناهيك بالتزام نجوم كبيرة في سماء الثقافة والفكر في عمان، الصمت والاكتفاء بمراقبة المشهد عن بعد، مؤثرين السلامة إلى حين مرور العاصفة. 142
أما عبدالله حبيب فيصف لحظة الصورة العمانية: ما حدث لدينا في عمان على مستوى شعبي عارم هو فهم جديد للحالة التاريخية خارج الإطار التنظيمي والأيديولوجي. وأظن أن الشهداء قد ابتسموا من قبورهم الجمعية المجهولة أخيراً. 232
وما أذهله في صورة العمانيين٢٠١١: أكثر ما أذهلني هم الشباب العمانيون العشرينيون المفعمون بالحياة، وإرادة التغيير، وصناعة الغد والمستقبل بروح خلاقة ووثابة من غير دعم مباشر من الذاكرة الوطنية العمانية 233
وهناك يكتب عبدالله حبيب عن الفرق بين السكوت والصمت في تلك الصورة الحية: أثبت العمانيون أنهم يستطيعون السكوت لوقت طويل، لكنهم غير قادرين على الصمت إلى الأبد (وأظن أني أعرف الفرق بين السكوت والصمت) لقد علمتنا عمان الكثير في تلك الشهور الكاسحة، وأنا ما زلت أقرأ. ص233
هكذا يقرأ القارئ في تلك المحاولات الدؤوبة لقراءة صورة الذات العمانية، وآلام تلك الذات الجمعية وأحلامها، وربما حتى أوهامها فيما ترصد الإعلامية والبرلمانية السابقة طيبة المعولي: لغة قمع الحريات تبخر أحلام وحسن ظن الإنسان العماني ص245
أما المثقف الجنوبي فهيم المعشني فيلتقط صورة الحلم: لقد كان حلم الجميع من أقصى عمان إلى أقصاها الحفاظ على بنيان دولة حديثة قائمة على مبادئ الحق والمساواة والعدالة الاجتماعية، تصون الحقوق وتعزز الحريات، دولة مؤسسات نزيهة وشفافة 249
تلك القراءة الذاتية والتصوير اللذين يوفرها كتاب الربيع العماني أبعد غوراً، حتى تاريخياً، مثلاً حين يكتب الشاعر سماء عيسى: كان الهدف البريطاني الاستعماري واضحاً ألا وهو التعامل مع العمانيين كشعب فاقد القدرة على التواصل مع تاريخه وحاضره، مما يفقده بالتالي التواصل مع مستقبله وقدرته على العطاء الحضاري، هنا يتحقق الهدف الاستعماري، إذ يبدأ العماني السير ككائن في الطريق إلى الانقراض ص255
بينما يثبّت سماء عيسى عدسته في عين اللحظة: لا أزعم أن أحداث الربيع العماني ألغت ما سبق تماماً، إنها على الأقل زعزعت كثيراً من قيمة النظر المستمر إلى الوراء، النظر إلى الوراء دوماً محطة أمان للمهزوم، تقيه التصادم مع ما يدور في حاضره وما سوف يدور في مستقبله. 256
فيما بطل رواية سليمان المعمري (الذي لا يحب جمال عبد الناصر) يستفز إجابة مختلفة من السيدة العمانية الشيعية الاباضية المتحررة التي يقابلها عن حب عمان: لم أكن أعرف أنك تحبين عمان الى هذه الدرجة، قالت وهي تبتسم: تعرف ما هي مشكلتنا في عمان؟ أننا جميعاً نحبها، ولكن جميعنا يريد احتكارها لنفسه.. أنا أحبها وأنت تحبها والسلطان والوزراء ورئيس التحرير والفنان صالح زعل والشاعر سيف الحبسي والمذيع حسن الفارسي واللاعب علي الحبسي وأجهزة الأمن والشرطة وخفر السواحل..  لو أن كلاً منا سمح للآخر بالتعبير عن حبه لها بطريقته لصارت عمان جنة. ص285
بينما يكتب حمود سعود قصة عن مل يولد من وجع العماني على جدران السجن المركزي العماني بعدها بعام: كتبت اسم الله ممتداً إلى الأعلى وبعده كتبت عمان الجديدة.. ص307
بين الاقتصادي والمحلل السياسي:
لعل الدراسة الأكثر تميزاً عن أثر الأوضاع الاقتصادية على الربيع العماني هي دراسة د. حاتم الشنفري ص29 والتي تتناول بنظرة متفحصة (مدى نجاح تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة في السلطنة خلال الفترة من 2000- 2010 في توفير فرص عمل للمواطنين؟) وقياس النمو الاقتصادي بمسطرة التنمية الإنسانية المطلوبة، عبر دراسة وتحليل المؤشرات والبيانات الاقتصاديه:
إن التراكم الهائل للموارد المالية للحكومة نتيجة لارتفاع أسعار النفط في العقد الأول من الألفية الثالثة، وما نتج منه من ارتفاع حاد في النشاط الاقتصادي، لم يساعد على معالجة مشكلة الباحثين عن عمل بين المواطنين، وهذا ما حذرت منه تقارير برنامج الأمم المتحدة.. ص35
هكذا لم يصب  ارتفاع اسعار النفط في حركة وعدالة الحركة الاقتصادية: عدالة الدخل لم تتحقق للمواطنين في هذه الفترة الزمنية ص36
بل بالعكس:ارتفاع حاد لمستوى مديونية الأسر في السلطنة من نسبة 78% في 2004م إلى نسبة 137% في 2008م ص37
وبالتالي: نسبة الأسر التي تعرف بالفقيرة زاد من 7.8% في العام 2000 إلى 11.8% في العام 2008م ص38
وكل ذلك: يدل أن النمو لم يكن رحيماً أو منصفاً لغالبية المواطنين ولم يؤدِّ بالنتيجة إلى استقرار اجتماعي ص38
وهي دراسة رصينة تناقش كيف أن فترة الرخاء الاقتصادي في الخليج مع ارتفاع اسعار النفط تواكبت مع ارتفاع حاد في الباحثين عن عمل: قلة فرص العمل وضعف الدخل وقلة فرص التعليم العالي، ساهمت في تغذية الحراك الشعبي لدى هذه الفئة (الشباب) التي تمثل 35% من جملة السكان حسب تعداد 2010م) ص40
أما دراسة د. مارك فاليري وهو كما ورد في الهامش: أكاديمي فرنسي، أستاذ دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة اكستر، المملكة المتحدة. فيكتب عن الربيع العماني في مواجهة قدسية الحاكم. وفاليري هو الكاتب الوحيد غير عماني والذي يشارك بدراسته في أثر الاصلاح الاقتصادي: لم تقم الإصلاحات الاقتصادية في السلطنة بأكثر من أنها كرست هرمية وتراتبية المواقع الاجتماعية والاقتصادية. ص83
وكيف أن: تحول مدينة صحار من مدينة في الأقاليم الهادئة إلى العاصمة الصناعية للسلطنة أدى إلى إزعاج كامل للبنى الاجتماعية المستقرة. ص84
وفي الوقت الذي استحوذت فيه شركات عائلية كبرى على أرباح ذلك التحول: غالبية السكان المحليين لم ينالوا حظاً من المنافع الاقتصادية للتنمية الموعودة، بل خبروا تعفناً من جراء مراوحة أوضاعهم مكانها، وتراجعاً في مستوياتهم المعيشية. ص84
يقرأ فاليري في تحركات السلطة وخطواتها في بث الإشاعة حول المحتجين بوصفهم يعملون لشبكات خارجية، أو مخربين، والتعامل الباطش معهم.. الخ نقصين في فكر السلطة: النقص الأول عدم القدرة على التفكير في منوال غير المنوال الأمني، الثاني عدم القدرة على تقبل شرعية التعبير عن الرأي الآخر (دون اتهام هذا الرأي بمخالفة النظام العام) ص87
وفي فصلٍ ماتع يحلل فاليري حالة نزع القدسية عن الحاكم والتي مارسها الناس مباشرة عبر الاحتجاج في الشارع باللافتات كما في احتجاجات صلالة (إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم) وعبر المطالبات المختلفة بتغيير السياسات والنهج ص90
هكذا يخلص فاليري من قراءته إلى: حتى حزيران/ يونيو 2012م فإن الربيع العماني لم يؤدِّ إلى تغيير سياسي أو نظامي حقيقي ص92
وبالتالي كيف أن الاحتجاجات لا زالت تتواصل حتى 2012م وكيف: أضحى القمع الاستراتيجية المميزة لتضييق الخناق على أية أصوات مختلفة. ص93
ويختم: هل بإمكان هذا النظام القائم على شخص واحد أن يعلو على هذا التحدي الجديد؟ لا شيء أقل وثوقاً. ص93
كيف كانت محصلة تسلط السلطة وكيف كانت ردة الفعل هو ما سنحاول قراءته في الجزء الرابع من هذه الرباعية لقراءة كتاب الربيع العماني.

إبراهيم سعيد

الكاتب : إبراهيم سعيد / عبير المعاني في قراءة كتاب الربيع العماني ج ٢



إبراهيم سعيد

عن الكاتب: إبراهيم سعيد

                                                                               
الربيع العربي
كتاب الربيع العماني
اعداد وتحرير سعيد سلطان الهاشمي بمشاركة عدد من الكتاب
الفارابي ٢٠١٣
اسم الربيع العماني والزمن والإهداء:
في تقديري أن اسم الكتاب: الربيع العماني جاء لأن أحداثه الهامة تدور في فصل الربيع العماني منذ نهاية فبراير وحتى مايو 2011، لذا فهو اسم فرضه الزمن، أكثر مما لو تم اختياره اختياراً من بين متعددات، ليس وقت الحدوث وحده، ولكن اللحظة العالمية كلها التي كانت في ربيع عالمي في ذلك العام، أطاح رؤساء وحكومات ودول. ولا يزال اثره مشتعلاً في البلدان القابلة للاشتعال الى اللحظة ولا زالت جمراته مرئية في بلدان اخرى تنتظر رائحة الغاز!
إذن هو ربيع مؤكد بأكثر من مرة ولن يكون اسمه المطبوع بالتالي إلا الربيع.
مع ذلك ينص كتاب الربيع العماني على التحفظ الذي تورده دراسة الدكتور المعتصم البهلاني عن دور الاعلام الالكتروني، وهو رئيس تحرير الفلق الالكترونية: أتحفظ على تسمية ما حدث في عمان بالربيع العماني، لأن الربيع له محدودية زمانية، وأفضل تسميته بالثورة لكونها باقية ما لم تتحقق أهدافها. ص189
بينما يتكرر ذلك التحفظ نفسه على لسان رئيس التحرير الروائي في الفصل المنشور من رواية (الذي لا يحب جمال عبد الناصر) في رواية سليمان المعمري لكن من جهة مختلفة: قلت لك ألف مرة ما اسمه الربيع العماني، اسمه الحراك ..الحراااك…. لا تطلع لي قرون من فضلك. ص284
يجمع إذن كتاب الربيع العماني مرايا متعددة للحظة الفاصلة والحساسة والهامة التي وقعت أحداثها في العام 2011م، ومرايا الربيع العماني ميزتها أنها مسجلة بأقلام عدد من أبرز الكتاب العمانيين والأكاديميين، عبر أقسام الكتاب المنقسم إلى دراسات وشهادات وملاحق تحوي الوثائق والصور عن أحداث ذلك العام الفيصل.
هل نستطيع القول اجمالاً إذن أن الكتاب هو: مفكرة الغضب العماني، الذي تفجر بعد وفاة الشهيد عبدالله الغملاسي، مفكرة تتيح إعادة النظر المستمرة إلى لحظة فاصلة ولدت في التاريخ العماني الحديث، وبالتالي إعادة قرائتها واستيعابها والاستفادة منها بشكل مستمر ومتجدد؟
على الرغم من صعوبة كتابة حادثة تاريخية معاصرة، لكن كتاب الربيع العماني يُـَـفصح من عنوانه الفرعي (قراءة في السياقات والدلالات) عن كونه قراءة تحاول أن تقرأ للقارئ الذي سيغدو بمقدوره أن يرى ويقرأ بها، في دفتي الكتاب، محصلة المواد المكتوبة التي تحاول أن تضيء بانصبابها على نفس اللحظة في الزمن العماني المعاصر 2011.
وبالتالي أن تستشف/ تشم المعنى والعبير من تلك اللحظة، وعبرها، في صيرورة الزمن وحركته العجيبة. وفصوله المتعددة.
وهذا ما يشير إليه معد الكتاب في المقدمة كهدف معلن: توفير مادة تتصف بتقديم قراءة حيادية وموضوعية –قدر الإمكان- ووصفية للربيع العماني في مختلف تجلياته ومظاهره. ص10
اذن فالكتاب عبارة عن نظرات من زوايا متعددة إلى لحظة زمنية، في ضوء الخلفيات المعرفية المتعددة التي تقف خلف المشاركين، والتي تبعث بهم إلى الإدلاء جماعياً بمحاولة لتفكيك اللحظة وتعريتها. من زوايا مختلفة. وبالتالي إعمال أدوات المعرفة في اللحظة نفسها والحدث، وكما في المقدمة أيضاً: بكلمة سوف يأتي الكتاب على مجمل أبعاد ومناشط الحراك العماني ولن يختزله في بعد واحد.. 12
إن النص كشف وسبر أمام القارئ وصورة موثقة لحدث الفتل الزمني المستمر الذي لا يتوقف، قد يبتلع النسيان صورة الحدث نفسها عام 2011م، أو قد تتحول مع الذبول والإهمال إلى نبتة شوهاء يابسة في الذاكرة الشفهية، تهبط بالمستقبل والماضي بدل أن ترتفع بهما، لكن قارئ الربيع العماني يستطيع أن يعثر على الحيوي في الحدث المؤكد في تلك اللحظة والأثر المتبقي والذي نستطيع أن نجرب اختصاره بقولنا أن العماني خرج للارتقاء باللحظة العمانية إلى أفضل ما يمكن، في الزمن.
لم تكن ردة فعل المجتمع العماني، في شبابه بالأخص، تجاه جريمة حدث سيلان الدم البريء في صحار باليد العمانية العويل والنواح، أو الانكفاء والرعب وتربية الغل والشحناء، بل كانت هبة جماعية للسمو ورفع منصة الوطن عالياً، عبر الإحاطة بالوطن. في الشارع. وتسمية الشهيد من أجل إشعال نور الوطن، لذلك إليهما يُهدي الكتاب نفسه كباقة ربيع، كما في الإهداء:
إلى شهيدي الربيع العماني: عبدالله الغملاسي وخليفة العلوي، إلى كل من اعتصم واحتج وتظاهر، إلى كل من ضحى من أجل وطن الحرية والحق والعدالة والإنصاف. مع الحب الأبدي..
حكاية عن الربيع الماضي
الربيع العماني كتاب، حدث في الماضي، والماضي نفسه ذهب، قام بما قام به وغادر، أدار دفة المركب وذهب، هزّ السفينة ومضى، بما هو ماضٍ؛ أما الحاضر فهو الذي يؤثر الآن، وبين الماضي الذاهب والحاضر الزاهب تختلف مواقع الأشياء، والبشر بما لهم من صفات الأشياء أيضاً. تختلف أمكنتهم: كتابة الربيع العماني 2011، المحكمة العمانية 2012، السجن العماني 2013م.
الكتاب نفسه ليس الحدث نفسه، كما أنه ليس من كتبه، الكتاب حياة مختلفة منفصلة، والسنوات كفيلة بالأعمار، وهي تحمل في طياتها أنباء المستقبل كاملاً، وما على الإنسان أن يراه في حياته؛ أما الكتب فهي أطول عمراً، أو بالأحرى متعددة الأعمار، مولودة بقدرتها الطبيعية على التناسخ، وكل نسخة من أي كتاب حقيقي تدوم مئات السنين، بقدر حاجة الزمن القارئ اليها. بعد أن يكون الجسد نفسه أصبح مجرد طيف وذكرى، يتبَقّى كتاب يحكي عن الربيع.
كتاب ام حكاية اعتصام؟
كتاب الربيع العماني أيضاً عبارة عن فسيفساء من الصور واللقطات المتعددة بأبصار متعددة لساحات اللحظة ذاتها: الاعتصامات؛ ألبوم مكتوب، ومصور.
عن الاعتصامات التي أشعل شرارتها سقوط الشهيد العماني يوم 26 فبراير 2011م حين التقى الشعب في الشارع تحت سقف ساحات وصف أحدها بدر الجابري في شهادته: ساحة الشعب سقف عال من الحرية يعانق السماء. 346 بينما كتب حال الجمع لحظتها الدكتور صادق جواد سلطان: من بعد التعارف اجتماعياً صار المعتصمون يتعارفون وطنياً، من خلال التكاشف عن عمق إحساسهم المشترك بضرورة أن تسود المواطنة المتساوية بين الجميع في الوطن. 16
وبين الاثنين يتوالى الكتابة عن تلك الاعتصامات والساحات التي انتشرت بعفوية وتلقائية في كل مكان عماني، الدكتور محمد المحروقي يكتب: أصبحت الإعتصامات روحاً عامة تدفع الصامتين، بالإكراه وبالاختيار، إلى نبذ الصمت والانطلاق في التعبير. 50
بينما الشاعرة فاطمة الشيدي تلتقط صورة المرأة العمانية في الاعتصام: العطر في موجبات الحضور: ..في بلد ذاهب في الصمت، إلا أن وجودها كان ملحوظاً ومميزاً وثابت الموقف والخطى. ص57
عن صوتها: رفعت صوتها عالياً رافضة كل من يريد الالتفاف على قضيتها بتحويلها إلى حالة شكلية من المظاهر والشعارات. ص58
عن طلبها: تطالب بقوة برفع كل أنواع التمييز ضد المرأة من العمق وبشكل نهائي، وليس في حالة من الشكلانية الاحتفالية الخارجية. مثل قانون الأحوال الشخصية. ص59
تكتب كيف واجهت المرأة محاولات حجبها في ساحة الشعب: كن كشوكة في عيونهم وأرواحهم وتعرضن لأكثر من عشرين محاولة للحجب والحظر .. رفعن صوتهن ب”لا” للانتقاص من حرية المرأة، إلا أنهُ لا حياة لمن تنادي، لذا قررن أن يتركن المكان لأهله من ذوي الخوف من الفتنة.
تشرح للقارئ بذلك كيف انتهى العطر: انتهى دور المرأة في الربيع العماني صمتاً وانسحاباً في مرحلة من الاعتصامات. 60
بينما يلتقط ناصر صالح الحرية المكتسبة من تلك الاعتصامات: لقد حررت الاعتصامات الفرد من مخاوفه كما أنها حررت السلطة من هواجسها وأوهامها الأمنية وهو ما أدى إلى انفراج الحالة السياسية المحتقنة ص69
ويشرح ناصر صالح كيف استطاعت الاعتصامات هضم الاختلافات الحادة: بعض الأطراف المتعارضة حدثت بينها بعض الأزمات في البداية لكن بدأت قيم احترام الآخر، وقبول الاختلاف والتعددية في الآراء والأفكار تصبح أكثر وضوحاً في الخطابات السياسية التي شهدتها ساحات الاعتصام.
بينما عن المرأة التي كتبت فاطمة الشيدي عن انسحابها يكتب ناصر صالح:
لقد أربك حضور المرأة الكثير من الرجال في ساحة الشعب، بين حضور المرأة كاتبة ومثقفة تشاركهم بفكرها ورأيها في المطالبة بالإصلاح والحقوق الوطنية، وبين الصورة التقليدية التي تطالبهم بغض البصر وتحاشي الحديث. ص76
في دراسة ناصر صالح نجد محاولة التقاط صورة متكاملة مبنية على جدليات تلك الاعتصامات، انطلاقاً من زاوية الجدل الفكري الذي أقيم في الاعتصامات حين تحولت الساحات إلى تظاهرات ثقافية للحوار: استقطبت جمهوراً كبيراً سواء من المعتصمين أو الزوار الذين صاروا يتوافدون إلى الساحة كل مساء للاستماع إلى خطاب سياسي وفكري مختلف ص77
هكذا صارت الساحات: تظاهرة ثقافية عامة للحوار والتنوير. ص78
ومن ذلك يستخلص ناصر صالح: بدلت الاعتصامات المشهد السياسي والثقافي في عمان بشكل جذري. 79
أما سعيد سلطان الهاشمي في دراسته فيكتب عن الذريعة الكبرى التي تم بموجبها ضرب فكرة الاعتصام: اتخذت الأعمال التخريبية الذريعة الكبرى لضرب فكرة الاعتصام ص144
بينما ترد صورة الاعتصامات كبرهان في شهادة الكاتب عبدالله حبيب المستخلصة من حوار أجراه معه معد الكتاب سعيد سلطان الهاشمي: ما فعله العمانيون في الاعتصامات هو أنهم قدموا برهاناً على نضج حقيقي ضمن ظروف صعبة جداً. 234
أما في قضية المرأة والحجاب القسري التي اشرنا لها فيرى حبيب بعينيه:
لقد مورست أقسى ضروب القهر عليها (المرأة) إلى درجة مصادرة الإنسانية من قبل بعض أجنحة الاعتصام في ساحة الشعب.. فقد استنسخنا أسوأ أشكال الاضطهاد التقليدية في المجتمع العربي، أنا لا أستطيع أن أنسى ولا أسامح ذلك 238
يسمي عبدالله حبيب الخيمة التي جيء بها لتكون حجاباً وخماراً: خيمة العار: الخيمة التي نصبت –للمفارقة- تحديداً وبالضبط عند المنصة التي يتم من عليها إلقاء الخطب والكلمات المنادية بالحرية، والعدالة، والمساواة. 238
هذا ما يجعله يسجل تحية لصورة المرأة المقاومة: أحيي هنا بصورة خاصة الحقوقية والكاتبة بسمة مبارك التي كانت تتصرف طوال فترة اعتصام ساحة الشعب وكأنها لا تعلم ما يحدث لفرط جرأتها، ووعيها، وإنسانيتها، ووطنيتها. 238
هكذا يبدي لنا كتاب الربيع العماني كيف أن قضية تحجيب المرأة في ساحة الشعب أخذت جدلاً واسعاً، لأنها كانت أزمة كشفت الكثير مما قد يُظن ظاهرياً في الحياة المدنية عدم وجوده، وكان ذلك الكشف والتعرية يتم في ساحات الاعتصام، التي كانت كأنها صورة بالأشعة الحية لعمان اللحظة.
تلك هي صورة من الأهمية الحقيقية للاعتصامات، ولعل تلك الأهمية هي ما حدت بالمثقف الجنوبي فهيم المعشني لمحاولة تأصيلها في الجنوب الأخضر: الاعتصام كثقافة ليس بغريب علينا في ظفار، حيث كان عندنا تاريخياً ما يسمى التعنيد، والتعنيد هي حالة اتخاذ موقف من النظام السياسي، معاندة الفرد للسلطة، كوسيلة رفض. 274
وتلك الأهمية هي ما ترصدها عين المثقف القارئة: لقد تحول الاعتصام بعد أسبوع في الميدان إلى اعتصام أفقي في كل بيت، وكل أسرة، وكل فرد وكل ساحة، وأصبح الجميع يتساءلون 248
وبالتالي يسجل فهيم أثرها في الوعي العام بدقة: إن 77 يوماً من الاعتصام المتواصل أحدثت وعياً جديداً وإدراكاً جذرياً بأهمية الإنسان وقضاياه 251
بينما يستخلص الشاعر خميس قلم دروس تلك اللحظة وذلك الفعل الجذري العام: لقد علمتنا الاعتصامات كيف نتحاور معاً، وكيف نتقبل اختلافنا، وكيف نوحد مساعينا من أجل المصلحة العامة، وأهم درس تعلمناه هو معنى الحرية. 342
كيف بدت صورة عمان ومن اين جاءت تلك النبضة العصبية بالحرية؟ هذا ما سنحاول قراءته في المحاولة الثالثة لهذه القراءة.

الكاتب: إبراهيم سعيد / عبير المعاني قراءة في كتاب الربيع العماني ج١



إبراهيم سعيد

عن الكاتب: إبراهيم سعيد


 
لعل كتاب الربيع العماني هو كتاب معرض مسقط 2013م الأبرز، كتابٌ حصد نجومية بين ملايين الكتب في سوق مسقط للكتب هذا العام، وتناولت أخباره الصحف والمواقع العمانية والعربية، لكن ما السبب الذي يقف وراء ذلك؟ هل سنجد هذا السبب جلياً في محاولة قرائتنا لهذا الكتاب؟ هذا ما يفترض أن يكون حصيلة هذه الاجزاء الأربعة من القراءة. أو محاولة رباعية لقراءة عطر الكتاب.
هل كتاب الربيع العماني شاهدة قبر ل2011؟
كتاب الربيع العماني، قراءة في السياقات والدلالات، دار الفارابي 2013، إعداد وتحرير: سعيد سلطان الهاشمي، وبمشاركة 28 كاتباً وكاتبة من أكاديمين وفنانين ومثقفين وشعراء، بغلاف وصور الفنان محمد الحبسي.
مبدئياً تزامن صدور الكتاب مع سَجن معده ومحرره وأربعة من المشاركين إثر قضيتين احتجاجيتين أثارتا الرأي العام طوال العام الماضي 2012، اثر إضراب عمال النفط 2012م، لذلك ربما جاءت شهرة الكتاب من شهرة المشاركين فيه، هكذا يكون كتاب الربيع العماني بشكل من الأشكال مدفوع الثمن من حرية المشاركين فيه، وبأثمان باهظة من حرية المسجونين جزئياً بسبب مبادئهم وبالتالي بسبب أفكارهم وآرائهم ومواقفهم التي يحتوي الكتاب جزءاً منها.
لكن أيضاً مثلما تشابكت حياة المشاركين في الكتاب مع الكتاب نفسه ومدت خيوطها في حياتهم الحاضرة، تقاطعت في هذا الكتاب تاريخ أحداث أهم وذكريات أشياء أخرى كبرى وعديدة، حارة وملتهبة، وثورية الكلمات، وقد جمع ما تبقى من أثرها بين دفتي سماء كتاب الربيع العماني.
اذن لا يبدو أن كتاب الربيع العماني شاهدة قبر، بدليل أنه لا يزال يتفاعل إلى يوم صدوره مثلما تمثل في الضجة التي حدثت حول منعه من عدمه على مواقع التواصل الاجتماعي في اليوم السابق على افتتاح المعرض أي بما يتزامن مع لحظة ولادته في أرضه، وتهافت القراء لشرائه منذ اليوم الأول، وحقق أعلى المبيعات هذا العام. وتلك ليست تصرفات شواهد القبور عادةً.
معرض بلا ممنوعات
للمرة الأولى وفي دورة معرض مسقط الثامنة عشر استطاع القراء أن يتمتعوا بمعرضٍ خالٍ من الممنوعات، بشهادة أي قارئ لمستوى جرأة وخطاب كتاب الربيع العماني، حيث يلامس في عدم منعه ما يجعله يشعر أن (المنع أصبح شيئاً يخص الماضي) مثلما قال وزير الإعلام الدكتور عبدالمنعم الحسني في تصريحاته لجريدة القدس العربي، وهذا (الماضي) الذي يذكره التصريح هو نفسه المؤرخة شاهدة قبره في كتاب الربيع العماني بالتفصيل، وأحياناً بالتكرار الدقيق.
اذن فالكتاب يحوي شواهد قبور لكنها ليست ل٢٠١١م بل لما قبله!
معرض كتاب عربي بلا قائمة ممنوعات، تعتبر فارقة في (الماضي) فيما قبل 2011م أما ما بعده فذلك الوضع الطبيعي لأي معرض كتاب محترم وله تاريخ وسمعة وعلاقات اجتماعية مع زواره ورواده السنويين.
في الواقع المعاصر الذي أصبح فيه أي كتاب في العالم على بعد عدة ضغطات على زر الهاتف. وصار المنع غير مانع، عاجزاً عن حجب الكتاب من الانتشار. بل مغرياً القراء باقتنائه أكثر.
رسائل خارج السجن
هل يمكننا أن نقرأ في تهافت القراء على اقتناء كتاب الربيع العماني رغبة القارئ في قراءة ما كتب عن التاريخ لزمن ملاصق مر بالقراء أنفسهم، أو بالأحرى مرّ عبرهم؛ فالربيع العماني في حقيقته ككتاب هو عن قصة عمان في عام 2011 المفصلي، ألسنا نرى بالتالي ذلك العطش المعرفي في القارئ إلى الحدث نفسه؟ وهو الحدث المستمر والبارز والفعال بعلاماته، وبالتالي حضوره المستمر.
هل نقرأ أيضاً في ذلك الإقبال رسلاً شعبية على بريد الحرية لجهات عدة في نفس الوقت؟ أولها معد الكتاب نفسه: سعيد الهاشمي وهو مسجون كما أسلفنا بتهمة التجمهر اثر وقفة احتجاجية في ابريل من عام 2012م، هو والكاتب ناصر صالح الذي شارك في الكتاب بدراسة عن جدليات الساكن والمتغير في 2011، والحقوقية الكاتبة بسمة مبارك سعيد التي شاركت في الكتاب بدراسة عن التعديل الدستوري الذي جرى في 2011، والكاتب بدر الجابري الذي شارك بشهادة عن إرادة الشعب في 2011م وقد افرج عنهم بكفالة شخصية مؤخرا بعد ان انقضى أكثر من ثلثي تلك المحكومية في السجن المركزي بسمائل، وقد نقضت المحكمة العليا الحكم مؤخراً؛ إضافة للفنان محمد الحبسي مصمم الغلاف والمشارك في الكتاب بعدة صور عن أحداث فبراير 2011م. والذي يقضي هو الآخر في نفس السجن المركزي حكما اطول بالسجن لسنة بتهمة إعابة الذات السلطانية، على خلفية تغريداته على موقع تويتر إبان إضراب عمال النفط وسجن أول ثلاثة من موجة اعتقالات طالت العشرات في عام 2012م، هو ومجموعة أخرى من الشباب العمانيين يبلغ مجموعهم العشرين شاباً وشابة. وهي جزء من موجة اعتقالات متفرقة مستمرة منذ 2011م في صفوف الشباب.
ألا يمكننا إذن أن نرى في ذلك الإقبال القرائي رسائل في الربيع العماني 2013م، إلى كل الجهات الشعبية: عمان كلها، بما فيها تلك المسئولة والتي تتقاطع في صلب قضية الربيع العماني، بما فيها السلطات العمانية، وهيكلها الإداري بأكمله، لأن كتاب الربيع العماني ليس في حناياه إلا استعادة لأحداث عمان في فبراير 2011 وما تلاه؟
هذا ما سنحاول سبره في المتبقي من قراء الربيع العماني المكتوب.

‏المرصد العماني لحقوق الإنسان / إضراب سمائل: سجن انفرادي ومضربين جدد!!


إضراب سمائل: سجن انفرادي ومضربين جدد!!
قامت إدارة سجن سمائل المركزي بعزل سجين أحداث صحار 2011 والمضرب عن الطعام "هلال العلوي" في سجن انفرادي، لأسباب غير معلومه لأهله حتى الآن. وأدى عزل هلال إلى تطور جديد في الإضراب حيث انضم 3 مساجين جدد احتجاجا على السجن الانفرادي وهم:
سالم جمعة المعمري وسالم مبارك المعمري (محكوم عليهما بـ 5 سنوات) والسجين عبد العزيز علي المقبالي (سنتين ونصف السنة) وجميعهم من مساجين قضية أحداث صحار 2011.
وكان المرصد قد نشر في 30 مارس/آذار 2013، خبر إضراب عدد 4 من مساجين أحداث صحار، وهم:
خالد البادي وخالد العلوي (محكوميتهم سنتين ونصف السنة بتهمة صنع مواد متفجرة)
خالد الشيدي وهلال العلوي (محكوميتهم خمس سنوات بتهمة إغلاق المؤسسات الحكومية).
ويكون اليوم، هو اليوم الــ 6 للإضراب.
ورغم أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان قد نفت علمها المسبق بالإضراب في 31 مارس/آذار 2013، إلا أنها عادت واجتمعت بالمضربين الأربعة لاحقا، وحضر الاجتماع الذي كان في 1 إبريل/نيسان 2013، كممثل للجنة كلا من: أحمد البرواني وأحمد الراشدي و عوض باقوير. وتم نقاشهم حول وعود الأمين العام السابق للجنة، إثر الإضرابات الثلاثة السابقة،والتي لم يتم تحقيق شيء منها. وطالبت بعدها اللجنة المضربين بفك إضرابهم وهو ما امتنع عنه المضريون حتى يتم إعادة النظر في قضيتهم.
كما يُشير المرصد، إلا أنّ عدد 7 من معتقلي أحداث صحار 2011، شاركوا في الإضراب الذي نفذه معتقلو قضيتي الرأي:الإعابة والتجمهر، والذي استمر لــ15 يوما (9 - 24 فبراير/شباط 2013).
كما يخشى المرصد،أنه في حالة "سوء التصرف" مع المضربين من قبل الجهات المختصة، وخاصة إدارة سجن سمائل المركزي، أن يعود بعض المضربين لخياطة فمهم مجددا، كما حدث مع هلال العلوي في إبريل 2012، ومع خالد سعيد البادي وخالد حمود العلوي في الاضراب الرابع مع معتقلي الإعابة والتجمهر.
ملاحظة: الصورة هي الرسالة التي وجهها المضربين للجنة الوطنية لحقوق الإنسان لإعلامهم بالاضراب.
 

الحرية لمعتقلي الحرية في سجن الظلام


منقول / ﻻ‌ ﺗﺘﻌﺠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻻ‌ﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭﺕ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﺪﺍﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺸﻮﺷﻪ


  • ﻻ‌ ﺗﺘﻌﺠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻻ‌ﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭﺕ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﺪﺍﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺸﻮﺷﻪ ، ﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪﻭﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻥ.

    ﻓﻬﺆﻻ‌ﺀ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻮﻥ ﻟﻌﻤﺎﻥ ﻗﺪ ﺧﺪﻣﻮﺍ ﻋﻤﺎﻥ ﻭﺩﺍﻓﻌﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﺭ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺎﻓﻞ ﺑﺎﻟﻤﻨﺠﺰﺍﺕ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺻﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺒﻬﺎﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻴﻌﺎﺭﺑﻪ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻭﻃﻨﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪ.

    ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﺠﺰﺍﺗﻬﻢ ﺍﻛﺒﺮ ﻭﺍﺿﺤﻢ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﻋﻤﺎﻥ ﻭﺳﻔﻮﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﻬﻀﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﻪ. ﻟﻬﺬﺍ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺅﺍ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻥ ﻧﻈﻴﺮ ﺟﻬﺪﻫﻢ ﻭﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ .

    ﺗﻐﻠﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻻ‌ﺳﺮﺓ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻪ ﻭﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﻮﻟﻮﺍ ﺍﺩﺍﺭﺓ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻲ ﻭﺍﺳﺎﺳﻮﺍ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﺖ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻤﻨﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺑﻲ ﻭﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ﻭﺳﺎﻧﻐﻔﻮﺭﻩ ﺍﻥ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﺍﻩ ﻟﺪﺭﺟﻪ ﺍﻥ ﺩ.ﻣﻬﺎﺗﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﺩﺭﺍﺓ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﻦ ﻭﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻟﻼ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﻤﻼ‌ﻕ ﻭﺍﺻﺒﺤﺖ ﻋﻤﺎﻥ ﺟﻨﺔ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻻ‌ﺭﺽ ﻭﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﺍﻟﻤﺎﺭﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻘﻖ ﻟﻬﻢ ﺍﻣﻨﻴﺎﺗﻬﻢ.

    ﻭﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﺳﻤﺎﺀ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻛﻮﻣﺎﺭ ﻭﺭﺍﺟﻮ ﻭﻻ‌ﻝ ﺳﻨﺞ ﻭﻋﻔﺮﻳﺖ ﺳﻨﺞ ﻭﻃﺎﻋﻮﻥ ﺷﻮﺑﺮﺍ.

    ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﺳﺲ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ‌ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻱ ﻋﻀﻮ ﻏﺮﻳﺐ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﺍﻟﻤﻤﺰﻭﺝ ﺑﺮﺿﺎﺀ ﺍﻻ‌ﻟﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪﻭﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻄﻬﺮﻩ ﺑﻤﺎﺀ ﺳﻔﻴﺮﻫﺎ ﻭﺭﺿﺎﻩ.

    ﻓﻬﻢ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻛﻞ ﺷﻲ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺀ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻫﻢ ﻣﻼ‌ﻙ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻼ‌ﻗﻪ ﻭﻻ‌ ﺍﺳﺘﺒﻌﺪ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﻭﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺀ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺗﺨﺼﻴﺼﻬﺎ.

    ﺍﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻛﻢ ﺍﺣﺒﻬﻢ !! ﺍﺣﺒﻬﻢ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻧﻲ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﻧﻔﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﻘﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻥ ؛ ﺍﺣﺒﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻲ ﺍﺣﻠﻢ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻧﻲ ﺳﺄﻃﻬﺮ ﺍﺭﺽ ﻋﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺠﺎﺳﺘﻬﻢ . ﺍﺣﺒﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻓﻬﻢ ﻃﻴﺒﻮﻥ ﻣﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭﻃﻨﻴﻮﻥ ﻣﺨﻠﺼﻮﻥ.

    ﺍﻗﻮﻝ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻪ ﺍﻧﻲ ﺳﺄﺳﺤﻖ ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﻥ ﺍﺫﺍ ﺗﻢ ﺗﻮﻟﻴﺘﻲ ﺍﻱ ﻣﻨﺼﺐ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺘﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﺗﺨﺴﺮﻭﺍ ﺍﻟﻌﻼ‌ﻗﺎﺕ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻪ ﻭﻗﺪ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ؛ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﺭﺟﻮﺍ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻥ ﺗﻀﻌﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ.

    ﻭﻟﻜﻦ ﺳﺄﺿﻤﻦ ﻟﻜﻢ ﺍﻥ ﻛﻞ ﻋﻤﺎﻧﻲ ﺳﻴﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻ‌ﺭﺗﻴﺎﺡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺳﻴﺸﻌﺮ ﻷ‌ﻭﻝ ﻣﺮﻩ ﺍﻧﻪ ﻋﻤﺎﻧﻲ ﻭﺍﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﺿﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﺮﻻ‌ ﻭﻣﻮﻣﺒﺎﻱ ﻭﺳﺄﺿﻤﻦ ﻟﻜﻢ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻥ ﻻ‌ ﻳﺨﺴﺮ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻭﺫﻟﻚ ﻻ‌ﻥ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻧﺎ ﻫﻮ ﺍﻗﺼﺎﺩ ﺭﻳﻌﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻡ. ﻗﺪ ﻧﺨﺴﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻼ‌ﻳﻴﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺎﺧﺬﻫﺎ ﻛﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ؛ ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻻ‌ ﺗﻨﺴﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻧﺎ ﻫﻮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﺳﺘﻬﻼ‌ﻛﻲ ﺍﻳﻀﺎ . ﻟﻬﺬﺍ ﺳﺄﺳﺲ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻮﻯ ﺛﻢ ﺳﺄﺑﻴﻊ ﺍﺳﻬﻤﻬﺎ ﻟﻠﻌﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻘﻂ.

    ﻛﻤﺎ ﺳﺄﺿﻤﻦ ﻟﻜﻢ ﺍﻥ ﻳﻨﺘﻌﺶ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺧﻼ‌ﻝ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻭﺑﺈﻳﺪﻱ ﻋﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺪﻳﺔ. ﻭﺳﺄﺛﺒﺖ ﻟﻜﻢ ﺍﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﻤﻮﻥ ﺑﻪ ﻫﻮ ﻣﺠﺮﺩ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻪ ﻣﻔﺮﻏﻪ ﺗﻬﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻼ‌ﻳﻴﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﻻ‌ﺕ ﻭﺗﻠﻤﻌﻮﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼ‌ﻡ ﺍﻻ‌ﻋﻼ‌ﻣﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ ﻭﺍﻧﻜﻢ ﻻ‌ ﺗﻤﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﻪ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻪ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﻤﺎﻥ ﻭﺍﻧﻜﻢ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﺩﺍﺭﻳﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﺗﻬﻮﻥ ﺍﺭﺗﺪﺍﺀ ﺍﻟﺨﻨﺎﺟﺮ ﻭﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﺍﻻ‌ﻭﻝ ﻭﺗﻌﺸﻘﻮﻥ ﺍﻻ‌ﻟﻘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺨﻤﻪ ﻭﺗﺴﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺣﻴﻦ ﻳﻬﺰ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﺭﻗﺒﻪ ﺍﻣﺎﻣﻜﻢ ﻭﻳﻠﺤﻦ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺑﻜﻢ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺗﻤﻨﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﺣﻘﻘﻪ ﺍﻥ ﻻ‌ ﺗﻌﺘﺒﺮﻭﻧﻲ ﻋﺪﻭﺍ ﻟﻜﻢ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺍﻧﺎ ﻋﺪﻭﺍ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﻓﻘﻂ.

    ﻭﻫﺪﻓﻲ ﻫﻮ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﺎﻥ ﻭﺍﻥ ﻳﻨﻌﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺮﺧﺎﺀ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻥ ﻳﻌﻢ ﺍﻻ‌ﻣﻦ ﻭﺍﻻ‌ﻣﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﺭﺟﺎﺀ ﻋﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﺴﻨﺪﻡ ﺍﻟﻰ ﻇﻔﺎﺭ ؛ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻲ ﻻ‌ ﺍﻃﻤﺢ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻱ ﻟﻘﺐ ﻻ‌ﻥ ﻟﺪﻱ ﺣﺴﺎﺳﻴﻪ ﻣﻔﺮﻃﻪ ﻣﻦ ﺍﻻ‌ﻟﻘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ‌ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻨﻬﺎ . ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻲ ﻻ‌ ﺍﺣﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﻼ‌ﻳﻴﻦ ﻻ‌ﻥ ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺍﻇﺎﻓﺮﻱ ﻭﻟﺪﺕ ﻓﻘﻴﺮﺍ ﻭﺗﻌﻠﻤﺖ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﻪ ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ﻭﺳﺤﻖ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻ‌ﻫﺪﺍﻑ.

    ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻬﻮﺗﻲ

الأربعاء، 3 أبريل 2013

السؤال





يقطفون نجوم ليلك
وأنت في القارب وحيد
لا شط غير البحر للبحر فعيونك
يحرقوا الأبيض شراعك
ويكسروا المجداف .. لا يكتب ذراعك
يرجموك بكل موجة/
تمتطي الموج وتنادي
يا أمنا عابر سبيل.

ينصبوا الظلمة شبك
ويترقبوك الفجر ميت
يسحبوا الظلمة ويصيحوا ... من مننا طاح القتيل؟!!

ويرد صوتك يا أنا/
أنا حي أنا
أكتب قصيدة كل ما أنهي قصيدة
مجنون أنا بالمفردات ..
بالموسيقى
بالطبول أللي فدمي
بـ الظلال أللي تطير من النخيل

عابر سبيل .. أتبع خطاوي الغيم في ثغر الضمى
أكتب قصيدة للرفاق الأوفياء
وللبلاد أللي تعلمني الحنين
وأصرخ على الحراس / حي /
أنا حي أنا
روحي السما
قلبي القمر
صوتي الغمام
أمشي على الماء بمهل
أتبع طريق النمل شعبي الأوفياء
أرفع شعار المملكة
اليأس منفى للحياة
أصعد أهز الضي .. يتساقط هديل

وأصرخ فوجه الحاقدين الأغبياء
/حي/
أنا حي أنا
وأمد كفي .. لا أحد إلاي في هذا المدى
أعصر شفاة الصمت .. وأسأل

كيف ممكن تعتذر للقاتل , عيون القتيل؟؟!!!!

أحمد العريمي