هذا هو اليوم الثاني لعزاء فقيد نزوى يونس الاسحاقي ذلك الشاب الرائع المبتسم والذي ذهب ليضع خاتم الخطوبة لمن اختارها قلبه وبعدما تمت نصف مراسم الاحتفال ها هو يونس يسقط مغشياً عليه امام اهله وخطيبته واحبائه بقضاء الله وقدره ليتم مباشرة نقله الى مستشفى او مصلخ نزوى المرجعي الرجعي في كل شيئ ..هكذا تريده حكومة تتغنى دوماً بنهضة ال42 عام !!! وقف الاطباء حائرين امام حالة المغفور له ليتم اعلامهم بعد تصوير الأشعة المقطعي بأن يونس يعاني من ضغط بشراين المخ وبأن هناك نزيف نتيجة انفجار بعض الشراين وبالتالي فهم بهذا المستشفى الذي كلفت جدرانه مئات الملايين لا يملك بداخله اي طبيب متمكن من اجراء هذه العملية الطارئة لانقاذ ذلك الشاب المسكين الذي كان ينتظره مستقبل مشرق بوطن يدفن كل احلام الفقراء للأسف !!! وحينما تم الاتصال بمستشفى خوله لإبلاغهم بخطورة حالة يونس تفاجئ الجميع بان خوله يتعذر لهم لعدم وجود سرير ينقذ يونس من شبح الموت !!! يا لا الهول وطن يتغنى بمنجزاته في كل حين لا يستطيع ان يستقبل من يصارع الموت نتيجة عدم توفير سرير بمستشفيات العاصمة الغراء!!! هكذا هي ردود مستشفى خوله لهم ..لينطلق اخيه بشير وخاله الى خوله يوم السبت ليصتدموا بموظف مناوب والذي بدوره اخبرهم بعد ان تهاتف مع الدكتور والذي اكد ايضاً بعدم تواجد سرير متوفر لمريضهم ومن ثم وهم يخاطبونه تركهم لخدمة شخص آخر لديه شغالة مريضة وتريد ان تسافر الى بلدها ولا تريد الرجوع لكفيلها !!! نكس اهله واخوته الرأس وجميعهم ضل مستغرب الحال من موظف مواطن لا يعيرهم اي اهتمام سوى بكلمة لا يوجد لدينا سرير واذهبوا به اينما اردتم !!! حاول اهل يونس ان يتواصلون مع كبار القوم والمشايخ كالشيخ كخلف الاسحاقي وعضو مجلس الشورى حمدان الرميضي والذين سخروا كل جهودهم لتوفير السرير بخوله ليونس وبعد عناء وواسطات ومحسوبيات وافق خولة بتوفير السرير يوم الأحد الساعة12 ظهراً ولكن اجراءات التنسيق بين المستشفيان نزوى وخوله اخذت وقت حتى الساعة 6 مساء !!! وأخيرا تم انزال يونس من غرفة الانعاش الى الاسعاف بنزوى وظلت الاسعاف متوقفة لنصف ساعة والمريض بداخلها يصارع الموت ولا ندري لما كل هذا التأخير !!! وحينما نقلته الاسعاف الى خولة وصل لهم وهو بحالة يرثى لها ليتفاجئ دكتور الاعصاب بخوله واسمه د.منذر من تلك الاخطاء الطبية بنقل المريض ومن تأخير المريض بنزوى اصلاً لأكثر من ثلاث ايام ويونس بتلك الحالة التي تستدعي بنفس اليوم اجراء عملية جراحية عاجلة لا تحتمل التأخير لثواني فما بالك لأكثر من ثلاث ايام طوال عليه وعلى امه وابيه واخوته واخواته وخطيبته وكل احبائه المفجوعين بإهمال الوطن لأبن الوطن والسبب عدم توفر السرير ووجود مستشفيات مرجعية خارج حدود مسقط جدرانها بملايين الريالات وداخلها خواء اجوف اخرس مؤلم قاتل بدون كوادر واطباء معنيون لاجراء هكذا عمليات لحالات كثيره لا حصر لها !!! يوم الاثنين الساعة الثامنة 8 تم اعلان وفاة يونس الذي انتقل الى رحمة ربه بعدما قتله الوطن بخدماته الصحية الرديئة التي لم تجعل للاغنياء واصحاب السلطه اصحاب العلاج بألمانيا وامريكا وانجلترا !!! بل جعلت للفقراء والمستضعفين من المواطنين المغلوب على امرهم والذي تساوي حياتهم بقائها من عدمها بعفوا لا يوجد لدينا سرير متوفر واحسن الله عزائكم مقدماً !!! رحمك الله يا يونس رحمك الله يا فقيد نزوى رحمك الله واسكنك فسيح جناته. روحك الطاهرة ذهبت نعم الى بارئها ولكن حقك وذنب صمتنا وخنوعنا لفساد الصحة وردائتها بهذا الوطن الذي ننام فيه ونصحوا بكل يوم بقضية فساد برقبتنا الى يوم الدين فجميعنا مذنبون !!! لا حولة ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..