آآآه يا عمان ... متى سياتي اليوم الذي ستزول فيه همومي وارى الفرح منتشر في قلوب العمانيين ... انها امنيتي الحقيقية وليس لي امنية سواها.
كلما جلست مع نفسي لأتامل المستقبل اشعر بالحزن ليس لكوني شخصية سلبية كما يحاول البعض الترويج لها ولكن لاني حين اقارن المعطيات ارى بان الامور تسير في اتجاه مجهول.
اصحاب القرار يعلنون عن خطط وبرامج ودراسات ومشاريع التي لم ترى النور وان رات النور فتكون مصابة بالتشوهات كحال اطفال العراق الذي يولدون مشوهين نتيجة لاشعاعات اليورانيوم التي خلفتها حرب امريكا.. اما المواطن في كل شهر يمر علية تزيد معانته وهمومه نتيجة لارتفاع الاسعار وقلة الدخل .
اتسال دائما الى متى سيتحمل المواطن هذا الحال !! والى متى سيصبر !!
الغني يزداد غنى والفقير يزداد فقر ...
يذهب الغني الى البنك ويحصل القرض بفوائد بنكية اقل ولكن الفقير يعطى القرض بفائده اعلى ..
يستثمر الغني في البلاد ويعطى حوافز اكبر وارض بمساحات شاسعه وبإيجار سنوي بخس وفي احيان كثيره يتم حساب المساحه المستغله من الارض فقط. اجار ارض بمساحة 400 الف تصل الى 1500 ريال في السنه اي ان اجار غرفه في الخوير اغلى من قيمة اجار تلك الارض !!
حقيقة لا اعرف كيف يرى اصحاب القرار للامور وباي منظور يقررون ... والى متى سيظل الامن والامان !!
شعب لا يتجاوز عدده المليونين وقوة البشرية لا تتجاوز ال 700 الف فيه بطالة وعمال ورواتب ضعيفه لا اعلم اذا كان حال بلادنا كحال سانغفورة بلا اية موارد طبيعية ماذا سيحل بنا !! في سانغفوره حتى الماء والرمل ياتون به من الخارج ونحن نملك النفط والغاز والجبال والمعادن والبحر والصحراء وغيرها من الموارد وتوجد لدينا بطالة وعمال !!
امر اخر يحيرني بشكل كبير ألا يعلم اصحاب القرار بان الامن والامان مرتطبان ارتباط وثيق بوضع المواطن الاقتصادي حتى في عام 1970 حين بدئت تنعم عمان بالامن والامان كأن السبب الرئيسي في ذلك هو تحسن الوضع الاقتصادي للمواطنين .
اليوم ونتيجة للفقر والحاجة التي يعاني بها البعض انتشرت الجرائم بشتى انواعها وانتشرت المخدرات وانتشر القتل والسرقات .. هل هذا هو الامن والامان ام المقصود بالامن والامان هنا انه الى الان لم تتجرء اي دوله ان تاتي بجيوشها وتغزوا عمان !!
لا بد من مراجعة الوضع الاقتصادي للمواطنين واذا لستم اهل لذلك فتحملوا ما ستاؤول اليه الامور في المستقبل ولتكونوا المجرمين في نظر التاريخ ولن تغفر لكم الاجيال القادمه ما تصنعونه اليوم.
تقررون قرارات عشوائية وتدعون انكم تقومون بعمل دراسات وتشكلون اللجان وتختارون من تهوى انفسكم للدخول في تلك اللجان حتى يحصلوا على المكافات المالية ثم تأتون وتقولون شكلنا لجنة لدراسة الاوضاع !!
بالله عليكم اية دراسة قمتم بها حين قررتم رفع الحد الادنى لرواتب القطاع الخاص الى 325 ريال عماني !!
هل يعقل ان يتساوى العامل الذي لدية خبرة 7 سنوات او 8 سنوات وراتبة 277 او 300 ريال ثم في بداية يوليو يرتفع الى 325 ريال ويتساوى مع عامل ليس لدية اية خبره و يستلم من اول شهر له في العمل 325 ريال !! اين دراستكم هنا !! واين العدل والانصاف الذي تتغنوا به !!
اين دراستكم في تنويع مصادر الدخل وتحسين الوضع المعيشي للمواطن !!
الى الان يشكل النفط والغاز اكثر من 84 % من اجمالي دخل الدوله ووضع المواطن من سيئ الى اسوء .. الى الان لا تعرفون كيف تشجعون الاستثمار في البلاد وتتبعون طرق التقليدية التي عفى عنها الدهر وشرب ...
تمنحون اراضي بمساحات شاسعه ب اجار زهيد جدا ونسيتم ما هو اهم من ذلك وهو التمويل نعم التمويل حيث انها المشكلة الرئيسية التي تواجه المستثمر حيث انه يحصل على القروض بفوائد بنكية عالية ثم ينصدم بالقوة الشرائية الضعيفه في البلد نتيجة لقلة دخل المواطن وتهجير الاموال عن طريق الوافدين الى الخارج بالاضافة الى مصالح المقربين واصحاب تلك البنوك التى تحصل استثمارتهم على فوائد بنكية بسيطه. ونسيتم ايضا تبسيط الاجراءات الحكومية ياتي المستثمر ويتردد من مؤسسه حكومية الى اخرى حتى ينهي اجراءاته وقد يحتاج لمدة لا تقل عن 7 شهور او 8 شهور بحد ادنى حتى ينتهي من تلك الاجراءات انها فعلا انجاز يحسب على مشروع الحكومة الالكترونية.
أليس من الاجدر ان تخفضوا الفوائد البنكية للاستثمارات الاجنبية والاستثمارات بشكل عام لكي ياتوا ويستثمروا وويأتون بالسيولة الى داخل البلد عوضا عن منحهم ارض باجار زهيد .. من هذا المستثمر الذي سيترك دبي والتي توجد بها قوة شرائيه قوية والبنوك تقدم قروض بفوائد بنكية صغيره وياتي ويستثمر في عمان !! انه المستثمر الغبي فقط . كل الاستثمارات الاجنبية في البلد مرتكزه على المقاولات لانشاء المشاريع الحكومية و ( المشاريع الاستهلاكية كالهايبر ماركت والمستشفيات الخاصه " التي يحتكرها الهنود " ) ومشاريع المرتبطة بخدمات حقول النفط والغار والمشاريع المرتبطة بها وكلها تهرب الاموال الى الخارج.
أليس من الاجدر ان تملكوا الجدية الحقيقية للانتهاء من مشروع الحكومه الالكترونية الذي تجاوز منذ الاعلان عنه اكثر من 10 سنوات !!
اليس من المفترض ان تكون الاجارات اعلى من هذه القيمه !!
ثم تأتون وتقولون لا نستطيع تحسين رواتب العاملين في القطاع العام والخاص وانكم تواجهون ضغطا في الانفاق العام !!
فعلا انكم عاجزون عن ذلك لان عقولكم لم تنظر للمشكلة بشكل عام وانما ركزتم واشغلتم عقولكم على جانب واحد فقط وهو اذا واجتهم مشكلة في المستقبل وانخفض سعر برميل النفط فأنكم ستواجهون عجرا في الميزانية ... وركزتم ايضا كيف تعملوا على توثيق علاقتكم باهل وراسمين سياسة السوق .. يا لها من عبقرية اقتصادية عظيمة !!
ولكنم لم تفكروا كيف تحسنوا وضع المواطن بطرق المباشرة والغير المباشره ولم تفكروا كيف تعززوا ميزانية الدوله بالمشاريع والاستثمارات الحقيقية فجل فكركم محصور على إرضاء عدد محدود من الناس فقط !! لان بغضبهم ستفقدون كراسيكم !!
فعلا لن تستطيعوا القيام برفع رواتب المواطنين وتحسين ظروفهم وتوفير الوظائف الحقيقية لهم لانكم تؤمنون بنظرية مشي السلاحفاة ... وهذه النظرية تقول انكم تتقدمون بخطئ ثابته دون ان تتحركوا من مكانكم وانما تنغمص ارجلكم في الوحل دون شعور !!
لا اعرف ماذا اكتب او اقول !!
قطاع السياحه .. هل السياحه تعني عدد المسافرين من والى مطار مسقط وانشاء المطارات والفنادق او ان السياحه هي الاستثمار في كل المجالات لهذا اقترح عليكم القيام بعمل واحد وهو ان تقوموا بتاسيس لجنه او هيئه سموه ما شاتم وان تكون تحت اشرف مجلس الوزارء وان تاتو بالخبراء في مجال المال والاعمال من كل انحاء العالم وان لا تأتوا باي عربي في هذه اللجنه وتكون وظيفة هذه اللجنه او الهيئة مراقبة ومتابعه ورسم الخطط والاهداف للشركات الحكوميه والصناديق الاحتياطية للدوله ودراسة المجالات التي يجب ان يتم استثمار فوائض المالية للدوله . وانا اضمن لكم انكم ستحققون اول مراحل تنويع مصادر الدخل . واضمن لكم بان تتخصلوا من الاعتماد الكلي على النفط في غضون سنوات بسيطه وستوفرون وظائف كثيره ووظائف ممتازة للعمانين ولكن يجب ان لا تعيروا اية اهمية لغضب كبار التجار.
كما يجب ان ترفعوا رواتب المواطنين وفي نفس الوقت خفضوا الفوائد البنكية وانشاوا الجمعيات الاستهلاكية وشجعوا قيامها من خلال صندوق الرفد و بنك التنمية العماني واسمحوا للمؤسسات الاستهلاكية ان تستورد المنتجات دون الاعتماد على عدد محدود من الوكلاء واضمن لكم بان معدلات التضخم لن ترتفع بل ستنخفض. ولكن عليكم ان لا تخافوا على كراسيكم من غضب كبار التجار ومكر الهنود !! فامن وسلامة الوطن وراحة المواطنين اهم بكثير من إرضاء تاجر او اثنين او ثلاثه.
في الختام اقول لكم اني ساريحكم مني حيث ان هذه اخر وجهة نظر ابديها واتمنى للجميع التوفيق والنجاح وادعوا الله ان يثبتني على ان لا اعود للكتابة مرة اخرى. يكفي ما وصل الية حالي .
يوسف بن احمد بن عبدالله الهوتي