السبت، 25 مايو 2013

منقول / واقع التعليم العالي في عمان ..

واقع التعليم العالي في عمان ..

رغم عدم ايماني بمبدأ الوزارات السيادية والخدمية الا انني اعتقد ان وضع وزارة التعليم العالي ضمن الوزرارات الخدمية لهو دليل واضح ان التعليم ليس بأولوية قصوى للحكومة كما تقول وقبل ايام اطلعت على مقترح يوصي بضرورة تبعية التعليم لمجلس الوزراء مباشرة لزيادة الاهتمام بهذا القطاع الحيوي

ولو جئنا لتقديم تقييم متواضع لواقع التعليم العالي في السلطنة فان اول ملاحضة نضعها هي غياب اللغة العربية في السواد الاعضم من التخصصات المعروضة حيث ان التعلم باللغات الاجنبية يحد كثيرا من تقدم هذا القطاع كما يضع عقبات على امكانية خلق جيل قادر على التطوير والابداع والدليل ان معظم دول العالم المتقدم صغيرها وكبيرها تفرض اللغة الام فرضا في التعليم العالي.

كما ان غياب مراكز البحوث التي تتبع مؤسسات التعليم العالي المختلفة يعد قصور آخر يحد من تقدم وتطور العملية التعليمية ولذالك نرى على سبيل المثال ان قطاع التعليم التقني يتبع وزارة اخرى قد لا تكون معنية به اصلا بحجة ملائمة التخصصات لسوق العمل بينما من الاجدى ان توفر مراكز البحوث التابعة المعلومات الدقيقة حول التخصصات المطلوبة كما انها ستساهم ان وجدت (مراكز البحوث) في تقدم هائل لمختلف القطاعات الحيوية سواءا كانت اقتصادية او علمية او حتى اجتماعية.

اما اذا ما تطرقنا لاحد اهم المعوقات لتطور قطاع التعليم فسنجد ان تكاليف التعليم الباهضة والمبالغ فيها تعد عائق وحاجز يقتل آمال اغلب الراغبين والحالمين في التعليم الجامعي ، والحقيقة ان الحديث عن هذه النقطة مؤلم جدا فكيف لبلد لا يتعدى تعداد سكانه 2 مليون نسمة (حسب بيانات رسمية) ان تسمح بفرض كل هذه الرسوم على مواطنيها وكان الاجدى للحكومة ان تعمم وتظمن مجانية التعليم واحقية كل مواطن في الحصول على فرصة تعليم جامعي مجانية ولنتصور التغيير الذي سيحدثه حصول كافة افراد الشعب على فرصة تعليم جامعي مجانية .

ان تطور مؤسسات التعليم العالي المختلفة سيشجع تدريجيا على نمو قطاع السياحة (التعليمية ) لتتحول السلطنة من مصدر للسياح الباحثين عن فرص تعليم الى مستورد ولكم ان تتخيلوا قدوم مئات الطلبة الوافدين واقامتهم في السلطنة 3 او 4 سنوات والفوائد التي ستعود على قطاع السياحة منها،
لكن كيف يتطور قطاع التعليم في ظل الاستقرار القسري المفروض عليه والمتمثل اولا في كون الوزارة المعنية ومنذ خلقها الله لم يتولى منصب الوزير فيها الا شخص واحد ويبدوا انه سيواصل النوم فيها حتى وفاته كما حدث في وزارات اخرى ، اعرف اني اقل من ان اقيم اداء وزير ولكن بقاء بعض المسؤوليين في مناصبهم حتى وفاتهم ظاهرة حدت كثيرا من تطور الكثير من القطاعات بل انها أدت في احيان عديدة الى تراجع ذلك القطاع الى القاع لانه بديهيا ان اي مسؤول سوف يستنفذ ما بجعبته من افكار في فترة قد لا تتعدى 8 سنوات على اقصى تقدير

ان رقي قطاع التعليم يعني رقي عمان وتبوئها اعلى المنصات في التنافس مع الامم وهو ركيزة لن تقوم لنا قائمة بدونه فبه نرتقى وبدونه ننحدر ونهوى الى اعماق سحيقة .