نزف الكمان
كنْت شاعر لو سَحَبْت الفَجْر منْ جيب الظَّلامْ
كنْت شاعر لو قدرت تفسِّر لغيرك نشيدَكْ
وأثَّثْت صوتك أُغنيَة للحلْم
في ريش الحَمامْ
كنْت شاعرْ.
لو جمعْت الرِّيح في كفّكْ
ونضَّفْت الجَريدَة من أساطير الدُّخانْ
كنْت شاعرْ
لو خَرَجْت من المَرايا
وقلت لأسْمكْ سمِّني نَزْف الكَمانْ
أو مفردات الظِّلّ في غُرفَة غِياب الشَّكل عن شكل المكانْ
كنْت شاعر.
لو رَفَضت تكون صحراء لاسْتعارات السَّرابْ
كنت شاعرْ.
لو نزفت فـ دَفْتَرَك كلِّ الأغاني منْ دَمكْ
ووزَّعْتَها عند الغِيابْ
كنْت شاعرْ
لو رسمْت لكلّ زَهْرة نافِذَة
ولكلّ شارع في رصيف الصَّبر بابْ
كنْت شاعر.
لو كتَبْت فـ هامش البيت الأَخيرْ
الأرْض أرْضي كلّها والشِّعر مَنْفى للخَرابْ
أحمد العريمي