الحديث عن بدر الجابري يعني الحديث عن الوطن .. عن جمال الوطن .. ورائحته الزكية .. ومستقبله المتعثر .. والمشرق بالألم .. والأمل ..الذي يعرف بدر الجابري وحبه لهذا الوطن .. بالضرورة لا بد أن يعرف ويدرك مفهوم الوطن .. وعظمته .. وشموخه .. والذي لا يعرف بدر الجابري فأعتقد بأنه لا يعي جيدا مغزى الوطن .. وكنه الوطنية .. وحقيقة المواطنة
هذا الرجل الوطني الفذ النحيل يحمل في قلبه وطنا زاخرا بالأمل والسطوع ..
فقد قال لي قبل صدور الحكم بساعات السجن من أجل وطني مفخرة وشموخ .. إنني لا أخشى السجن بقدر ما أخشى ان يذهب سجني هباءً !!)
هذا البدر الناصع والذي كان مشرفا رائعا من مشرفي هذه الحارة ..
وكان قلم جميلا لذيذا وصادقا ومشرقا في أشد الأوقات حلكة .. وسوادا
كان باسما في أصعب الحالات إكفهرارا .. وتشنجا .. ورهبة ..
.. كان ينير الأمكنة بكلماته وتفاؤله .. ويبسط الورود بجانب الأشواك والحجارة ..
هذا الرجل الذي كان يوازن الأمور .. ويرهف المسامع .. ويلطف أجواء " الحارة " المشحونة بالزعيق .. والتكبر
هذا الرجل الذي كان يمنح المنتدى أريج البشارات .. وعطور التعلق بالنهايات الجميلة .. والتى لا تفارق صوته .. ونبرته .. وأعماقه .
لا أدري من ضحك على بدر الجابري وقال له وهو بين القضبان بأن "منتدى الحارة" في حالة حداد .. وألم من أجلك .. وأن الحارة ومشرفيها ورجالاتها يلهثون بذكرك كلما قرعت أجراس الوطنية ورفعت مناديلها المزركشة ..
لا أدري من كذب على هذا الرجل المخلص الرائع وقال له أن " الحارة " تتابع بقلق .. ووجل .. نهاراتهم المظلمة .. ولياليهم المزعجة .. وترتل لهم آيات العافية .. وترشهم بالأحاديث الشافية ..!!
لا أعلم من قال لهذا الرجل الجميل .. الخلوق أن المنديل الأسود يطوق رقبة "الحارة " منذ دخوله السجن .. وأن عبارة " قلوبنا معك يا بدر " تملىء " الحارة " من أقصاها إلى أقصاها ..
أخي بدر .. لقد قلت لك يوما : ( إن طبيعة هذا الشعب هو الخذلان .. إنه يخذلك في أشد الحالات ألما .. وإحتياجا .. شعب يضع المثل القائل " إذا سلمت ناقتي ما علي من رفاقتي " في مقدمة أمثاله ومفاخره .. لا تنتظر منه خيرا .. مهما تطاول الزمن .. وتمدد الليل والنهار ..)
أخي بدر .. هناك من يحبك ويذكرك كلما هبت نسائم الشوق .. وعانقت القلوب هبايب اللهفة ..
منتدى الحارة .. لا يملك أن يضعك في الواجهة .. لأن القلوب المحبة ... والمخلصة .. قليلة نادرة .. وخاصة هنا في هذا " المنتدى "..!!
أهلك هم الذين سيضعونك في عيونهم وقلوبهم .. وأطفالك هم من سيعلقونك قلادة في صدورهم أصدقاءك ..هم الذين سيغرسونك في ذاكرتهم حتى تحلل أجسادهم وتأكلها ديدان هذا الوطن "الكبيرة "...
كن بخير أيها البدر ... وكن ساطعا إلى الأبد .. وليفخر بك من يعرفك ...
والذي لا يُقدَّرك .. ولا يعرف قيمتك ووزنك فلا تأسف عليه ..
فالمخلصون دائما لا يعرفون ألاّ في نهاية الطريق ..
والأبطال لا يشرقون ألاّ في الفصل الأخير من " الحكاية " ..
.. كل الدعوات لك أيها الحبيب .. وليفخر بك الأهل .. والأحبة ... والوطن ,,.
."" مهموم / المدونة السوداء ..""