د/ حمد الغيلاني/ اغاريد من سمائل
الوان الوجود الصافي النقي الطاهر،، تتفق انهارا من سمائل،، تحمل الى وديان عمان الظمئ للحياة،، الملاء بالسكون والوجوم والحيرة،، قلائد النور والحرية،، وترسم في سفوح جبال عمان الشامخة الرفيعة،، موطن الصقور والنسور،، طيور شتى ترفرف فوق سماء عمان،، تنشد سويا،، اغاريد الحب والسلام والتاريخ والحرية،، وتتلون سهول المجد الخالد التليد،، في موطن الكرامة،، مروج الورود والازهار،، على مد الابصار،، نضرة وبهاء،، وترفع في محيط البحر الهادئ المستكين،، اشرعة المجد الخالد،، وصيحات الفخر والنصر،، وارواح الاجداد الافذاذ المخلصون،، تمسح عن وجوه الانسان،، في كل مكان، اقنعة الخنوع والخضوع،، هكذا تفعل الاسود حين تزئر،، دونما صوت تملئ السماء ضياء وبهاء،، وتملئ القلوب وقار وسكينة،، وتزرع الحياة بالحياة،، كيف يكون الجوع سلاحا،، يقطع كل سلاسل الهزيمة والخلود للأرض،، وكيف ينفث في شرايين واوردة وامعاء النفس البشرية،، الخاوية المتصلبة،، الخانعة المستكينة ،، شرارة النور من اعماق البراكين الخامدة،، وزلازل الحقيقة،، من اقنعة الخوف والسكينة،، انه اضعف سلاح،، لكن هيهات ان يهزم،، ولو ان اسلحة الكون الفتاكة جميعها،، صبت على رأس مؤمن بحقه في الحياه والكرامة والحرية،، مستمسك بحبل مبادئه،، مظلوما مقهورا،، لو انها جميعها صبت صبا صبا،، وهو لا يحمل الا سلاحا واحدا فقط،، وهو خواء امعاءه من الطعام والشراب،، لن تهزم ارادته،، ولن تقهر عزيمته،، ولن تحرك دمعة من عينه المتوقدة بنور الحق والحقيقة،، وخفقة من قلبة المليء بالصبر والثبات،، ولحظة من روحه الطاهرة النقية،، ايها الصامتون الصامدون،، بين جدران السقوط والهزيمة،، ما هذا النور الذي بثثتم،، والصدق الذي نطقتم،، والفعل الذي ابدعتم،، ان نطقكم الصامت بامعاكم،، من ان مفاتح خزائن عجائبه،، في الانفس المؤمنة،، والقلوب الصادقة،، والارواح الطاهرة،، ينؤ بالعصبة اولي الالباب،، لكن فعلكم الاكرم،، على القلوب المتحجرة والانفس البائسة والارواح الميته،، ظلمات بعضها فوق بعض،، ولكن ،، لا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين،، مؤمنين بأن امعاكم الخاوية،، هي النور الذي بدأ يبذغ،، وان فجر عمان الصادق،، اصبح بكم اقرب.