تضحك خجل خلف الجدار

عيون صبايا الإبتدائي
يغسلن شمس الصباح بصمتهن
ويتبسمن لي /
وكلما صادفتهن .. قالن صباح الخير عمي.

قلت الصباح
وجه طفلة في شوارع صور تمشي تبتسم
وتبتسم في الدنيا كل الكائنات

يا صباح المغفرة
والشنطة بمنبي
يا صباح الياسمين أللي على شط البحر تركض ضبا
تصعد فراش/

يا صباح أللي تحط الشال يغفى فكتفها
ويا صباح أللي بغيمة تحجبت
وأللي ركضت عني دلع
تضحك خجل خلف الجدار

وأللي رفضت تمشي وغابت عن دوام المدرسة
ونامت على حضن أمها مثل الغزالة الأمنة من كل شي

كم صباح لهكذا مشهد يضوي كل حي
يا طفلتي/
كل هذا الحب والإيمان فينا
خايف يطفوا الضي/

في شوارع صور طفلة
قالت لشمس الصباح
أنا موجة من عطر وغمام
تحلم تشوف الحب يمشي في الشوارع مثلنا
لا تسرقوا منها المنام
ولا تذبحوا الأحلام بين أجفانها
ولا تصلبوا في شارع الفجر السلام

خلوه يملانا فرح
يا أللي تعادون الفرح/

كعب طفلة في شوارع صور تمشي
يكفيني أسمع كل أغاني الغيم
وأصوات البشر/
والحب
وأحلام الشجر /

وأصوات من راحوا هناك لربهم
وتجمعوا في الظل
هذا السؤال الصعب؟
لا
هذا الجواب السهل/

يا كعبها الطاهر
ويا شعرها .. والشال
ويا ثغرها التفاح
ويا عطرها المنهال
الشنطة بمنبي فظهرها
وأنا والقصيدة في الورق
أغرقها تشربني صلاة
تغرقني وأسبح للغرق

وأصحى على صوت الندى في صبح صوتك يا الصباح
كعبك شريف
وخطوتك .. إقاع يمشي في دمي
يعزفني كلي للحياة
يشرب شراين القلم
ينصَّب حبر
وأصعد أنا من كل كلي تحترقني وأحترق

تغرقني أشربها صلاة
أغرقها وأصحى من جديد
شاعر سجد/
أمن بأن الله حب
وذاب صوفي مثل شمعة
في شرفة الظلمة .. وقال
يا طفلتي يحيا الورق.

أحمد العريمي