تسجيل عودة ...
بعد إجازة عجيبة ، قضيتها كثيرآ في مراجعة الكثير من الافكار ، المواقف ، الشخصيات .. القيم .. .حاولت تحليل سبب وقوعي في أخطاء كثيرة ، وسبب وقوع كثيرين أيضآ في نفس هذه الاخطاء ، وخطر في بالي هذا الموضوع ...
الاقفال السبعة ..و التي قد تحجبنا عن النظر إلى الفكرة بشكل نزيه".بعيدآ عن هذه الاقفال التي قد تسلب منا وعينا "ا
..كنت أفكر هل أعود إلى مصادر أخرى لربما تساعدني في كتابة هذا المقال ، أم أكتفي ، بما وصلت له وتسجيل تجربتي الشخصية .. واخترت الثانية ..
هل تعتقد أنك تفكر بالفعل ؟؟ ( فكر مرة أخرى ) .. !
هكذا طرحت السؤال .. وهكذا خرجت بهذه الاقفال ...
القفل الاول : الايقاع وسحر النص
لديك نص ، كاتب بارع . مفكر .. أديب .. شاعر .. لايهم .. نص جميل ، سحرك ، إيقاعه مذهل .. تشعر بأنه ذو نغمة موسيقية تطربك .. يكثر به السجع ... وغيرها .. هنا يقع السحر .. لدى آلاف من البشر .. الذين ينخدعون بسحر الايقاع والنغمة الموسيقية ، أكثر من التحليل المنطقي للنص ! .. قد تبدو فكرة النص ركيكة ، مليئة بالاخطاء الغير منطقية .. لكن ما أدراك بالموسيقى ...عد مرة أخرى إلى قراءة النص ولكن هذه المرة ..دعك من السجع والوزن والقافية .. وفكر مرة أخرى ! .. ستدرك كم هي المغالطات التي حجبت عقلك عن رؤيته بشكل أوضح .. (والسبب .. سحر الايقاع ) ...
القفل الثاني " الشخوص لا الفكرة " ..
وهذا يحدث مع الكثيرين للاسف الشديد، بحكم متابعتي للعديد من الردود في مواقع التواصل الالكتروني .. حيث سيبدأ التركيز على شخص الفكرة ، وينتهي الموضوع به .. ويتم رمي الفكرة في سلة المهملات ، قبل وضعها في الميزان .. فمتى كان هذا الشخص لديك عنه إنطباع مسبق سلبي ، فأنت ستحاول كثيرآ إيجاد أي هفوة .. منه حتى تدحض فكرته بالاكمل ... الغريب أن الكثير أيضآ ممن يعتقدون أنهم تخلصوا من هذا الفعل .. يقعون في نفس الخطأ ..وهذا صراع الكثير من العرب في الغالب .. فهذا كافر وهذا ملحد وهذا مؤمن وهذا تقي ..وهلم جرا ..
القفل الثالث "التحزب والانتماء لطائفة أو تيار "
قرأت يومآ ، لعالم نفسي ، كبير ، يقول .. أنه متى انضويت تحت قبعة تيار أو طائفة معينة .. متى أصبح العقل الجمعي ، يقودك .. فأنت بدون وعي منك ، أحيانآ .. ستجد نفسك ، تعيش وفق قناع ذلك التيار وتنسلخ من فرديتك شيئآ فشيئآ .. بل وتفكر لكن ليس أنت من يفكر .. بل هم من يفكرون عنك ، وستقاتل عن تفكيرهم في إعتقاد منك أنك أنت من تفكر
.لكن هذا لايعني أن جميع ممن انضوى تحت تيار أنه قد أصاب بالعمى ..بل لربما حصلت إنتقادات من نفس التيار ذاته.. ولكن البعض من العوام يقعون في هذا الخطأ للاسف .
القفل الرابع " المصابون بوهم إمتلاك الحقيقة "
إن دخلت في أي حوار أو قرأت أي نص ، وأنت في رأسك فكرة مسبقة أن الشمس بحوزتك ،وأنك تعرف الحقيقة ومتيقن منها كثيرآ .. فماهي الفائدة من قراءاتك والتحاور مع الآخر .. إلا أن يكون مضيعة وقت لا أكثر .. المصابون بوهم إمتلاك الحقيقة كثر .. ذلك أنهم دائمآ ينظرون إلى 99% من صحة الفكرة ، ويهملون وجود 1% ... والذي من الممكن أن يدحضها تمامآ ويقعون بعد ذلك في صدمة .. وكأن الحقيقة ، حجر نرد .. نلعب بها كيفما نشاء .. تذكرت راسل الآن وأنا أكتب .. حينما قال ..عبارته الشهيرة (مشكلة العالم أن الأغبياء والمتشددين واثقون بأنفسهم أشد الثقة دائما أما الحكماء فتملأهم الشكوك) .. ..
القفل الخامس " أنا والفكرة " ..
أنا .. أميل لرأي ما .. ميلي هذا .. قد يحجبني عن الرؤية بشكل نزيه للفكرة .. فميلاني لما يدحض فكرة ما .. أكثر من رغبتي في تصديقها .. فهنا الخلل .." قد يكون ، ليس في الفكرة أو النص ذاته" ..ولكن في ميلك الشخصي أنت ... فالعديد لايقبلون أفكارآ ، لانهم غير قادرين على التخلص أوالفصل ..بين ميلهم الشخصي والفكرة ذاتها ..
القفل السادس " أنت في وطنك .. الفكرة بعيدة عنك " ..
من منا يستطيع أن يتجرد من كل ماورثه من أفكار ومعتقدات وعادات وقيم ؟.. لا أعتقد أن أحدآ منا يستطيع التجرد بنسبة 100% .. فأنت في وطنك ، وقد تربيت مسبقآ’ على أفكار ، اختلطت بمجتمع .. شاركتهم .. فكان من الطبيعي أن تتأثر بما عشت فيه .. طوال سنين ، والذي قد يحجبك ويكون سببآ’ كبيرآ في عدم رؤيتك النزيهة للفكرة .. والتي قد تكون بعيدة جدآ عما تربيت عليه ..وهذا يحدث ، كثيرآ في حياتنا .وكثيرآ ، ماسبب تصادم الثقافات والتي لاتستطيع أن تؤمن ، أنها لاتعيش في هذا العالم لوحدها ! ....
القفل السابع " الانبهار "
هل تذكر أول مرة استخدمت فيها الانترنت.. ؟؟ ألم تشعر أنك مصاب بداء النزقة ( وسأكتب عنه مقالآ’ قريبآ ) .. وبعدها لربما أدمنت على إستخدامه واثر ذلك في صحتك ، عينيك ، إلخ .. ذلك أنك كنت مصاب بهذا الداء الذي جعلك تصبح أعمى عن سلبيات استخدام الجهاز .. فكل تركيزك كان ينصب حول (الاكتشاف وإستخدامه ) .وحول الايجابيات فقط ... هذا بالضبط مايحدث ، حينما تصادفك فكرة جديدة .. (تنتزق ) .. إنتزاق ربما غير محمود .. تعجبك .. وتعميك عن الجانب الآخر لها ..فكم من فكرة ، انبهر بها أصحابها .. وسقطت مع مرور الوقت ... ذلك أن النزقة لديهم ، استمرت لوقت أطول ربما ".. قد يكون الانبهار كذلك ، بكاريزما الشخص .. فعلى سبيل المثال .. يقول الكثير من المحللين .. أن شعب ألمانيا .. انبهر بهتلر .. ليس لان فكرته عظيمة ، في غزو العالم وقتل الملايين ، ولكن لان هتلر كان يتمتع بكاريزما خاصة .. وأسلوب مبدع في الخطابة والالقاء .. وهذا سلب وعي الكثيرين ..
هذه بعض الاقفال التي وددت مشاركتها معكم .. وبالطبع يوجد أقفال أخرى كثيرة ..ليتضح أن هناك عوامل كثيرة جدآ قد تسلب وعينا ! .. وهي ليست بالامر الهين ، ولايمكننا أن نتخلص منها بشكل سريع .. دون أن يكون لدينا إرادة في مواجهة الاسباب والعوامل والعمل على التقليل منها .. حتى نتمكن من الرؤية بشكل أوضح ! .. ونبتعد عن هذا العالم الملئ (بالضجيج والصراعات ) ..