السبت، 9 فبراير 2013

ترهيب لا ينفع معي

في تاريخ / 2012/2/4 الساعة الرابعة عصرا خرجت من البيت وكانت بصحبتي صغيرتي ((فاطمة) فأعترضت طريقنا دراجة نارية يقودها إثنين من الشباب المصري .. إقتربوا منا جدا وكأنهم يطالبوننا بالوقوف حتى كدت لا أجد طريقا للسير بين مركبة واقفة وبين عجلة الدراجة الأمامية .
بدأوا بالحديث عن عمان وكأنني كنت أحمل يافطة كتب عليها أنا عماني وسط الألاف من البشر .. أخذت طفلتي على صدري وحضنتها بكل ما أملك من حذر ..
قال لي الأول / لماذا لا تترك الطفلة في الأرض ؟؟
فأجبته هذا لا يعنيك .. فدخل ما بيننا الثاني لكي يهدء الموقف الذي لا يريدونه أن يشتعل لكي لا ينتبه لنا أحد .. فأخرج من جيبه عقد عمل عماني وأوراق نقدية عمانية وبدأ بالحديث
أنه يعرف رجل عماني مهم وقد أعطاه العقد هو وصاحبه للسفر إلى عمان .. وطال الحديث الذي أخذ طابع الترهيب والتخويف من الخطف والسرقة والإعتداء وقد قاموا بذكر إسم السلطان أكثر من مرة وقد كان الكلام مرسلاً بطريقة مباشرة جدا بعد أن حاولوا إقناعي أكثر من مرة بأن أترك طفلتي في الأرض ولكنني كنت أتشبث بها أكثر ..
حتى ضاقوا ذرعاً وبدأت أصواتنا ترتفع .. وعندها خرجت شياطينهم وبدأوا بالتهديد والترهيب والتحذير مع تكرار إسم السلطان وذكر الرجل الذي يعرفونه الذي لم يذكروا إسمه وأكتفوا بإطلاق لقب الرجل المهم عليه .. فدخل الناس بيننا وبدأ الوضع أفضل
ولكن حدث ما جعلني أنسى كل هذا في لحضتها .. بعد أن دخلت بيننا عجوز تبيع المناديل على الطريق وقالت لهم بدون أن تنظر لي /
عندي لغز بسيط من يجيبني عليه ؟ سكت ولم أنطق بكلمة لأنها تقف وكأنني لست موجودا فهي تنظر في أعينهم وتبتسم / فقالت عندي عدد من الحروف من منكم سيجمعها ليكون منها كلمة . فبعشرت 6 أحرف كانت كافية لتخبرني أنني في خطر / ح ر ا م ي ة / يال بساطتها ويال عبقريتها .. أوصلت لي الفكرة التي أجاب عليها كلاهما وبصوت مرتفع وبكل ثقة / عندها فقط أدركت سذاجة الجلاد .. ورجعت بذاكرتي قليلا فقط أي قبل ساعتين من هذا الموقف وما كتبته على صفحتي / فساد السلطان .. وكذبة الإصلاح/ نعم لقد فهمتهم يا سيدتي ... فهم في مفهومها حرامية لأنها لا تعلم ما دار بيننا من حديث عن عمان التي لا أعلم من أين يمكن لمثلهم أن يملكوا عنها كل هذه المعلومات !!! وتذكرت العملة العمانية التي كانوا يخرجونها بين فواصل الحديث / وتذكرت صوت الأول وهو يقول لماذا لا تترك إبنتك في الأرض ؟ في نفس الوقت الذي كان فيه الثاني يتحدث في الهاتف للحضة ويعود ليقول لي / قابوس ... والرجل المهم والشرطة واللصوص / فيذهب ويبدأ الأول في الكلام / ويعود الثاني ليتحدث عن الرجل المهم / وعن الترهيب / والخطف / والسرقة / وتحذيري بكل وقاحة وجبن عن إمكانية تعرضي للسرقة في شقتي وعلي أن أكون حذرا على عائلتي وسرد قصص عن مواقف حدثت لكثير من الخليجين ومنها إقتحام الشقق وقتل ونهب وسرقة / وهنا تذكرت ذالك العماني الذي أخبرني عن نفس القصص وبنفس الاسلوب / وتذكرت كم هو جبان هذا الجلاد الذي لا يفكر إلا في فرض كل شيء على من يشاء وليس علينا النقاش بل الطاعة . أخذت إبنتي وتوجهت إلى البيت وأنا لا أتذكر غير إطار الدراجة الذي اعترضني وأنا أحمل طفلتي بين ألاف الألاف من البشر / وما أن وصلت البيت حتى بدأت في الكتابة وسوف أستمر إلى أن يفهم الجلاد أن السلطان ينتقد / وأن الحقوق تنتزع/ وأن الأرزاق والأعمار بيد الذي لا ينام ..
عاشت عمان وعاش الشعب والحرية للأحرار في سجن سمائل .

أحمد العريمي