(الكرة في مضربنا ..!)/ مقال ولا أجمل لعبدالله الفارسي
.." الكرة في مضربنا " ..!!!!
.. لقد راقتني جدا لدرجة الإنتفاض عبارة مولانا السلطان حفظه الله في سيح الحسنات المبارك أثناء جلسته مع مشايخ وعلماء وعباقرة وأعيان الوطن أدامهم الله ... حينما قال : أن (" الكرة في مضربنا ..!)
فرغم أن العبارة غير سليمة ظاهريا .. ورغم محاولة صاحب السمو الذي يجلس خلف مولانا السلطان .. والذي لا أعرف أسمه تصحيح العبارة لمولانا .. إلاّ أن مولانا السلطان حفظه الله أصرَّ على تكرارها مرتين متتاليتين لأنه رجل يعرف ماذا يقول .. ومتى يتحدث .. وأين يضع الكلمة .. وكيف يُطلقها .. وأين يُسقطها !!
وهذه هي الحقيقة .. فالكرة في " مضربنا " بالفعل .. وهذا يعني أننا قادرون على ضرب الكرة في أي وقت .. وأي مكان .. وأن الهواء يقف معنا ... و الزمن لصالحنا .. يبتسم لنا .. ويبسط لنا أجنحته ليضمنا .. ويحضننا ..!
(الكرة في مضربنا ..) نطق سامي .. و مقولة لا جدال فيها .. فنحن شعب يعرف "الكرة" .. ويعرف كيف يلعبها .. ومتى يضربها .. ويعرف كيف يصفعها .. ويرسلها .. ويفجرها في الهواء ..!!
الكرة في "مضربنا" .. وليست في " ملعبنا " .. بلا شك ..
فالقضاء النزيه العادل .. الصارم لكل من تسوَّل له نفسه العبث بحريتنا .. وبحياتنا .. وبمستقبل أطفالنا .. وأمننا لهو دليل بأن " الكرة في مضربنا .." !!
والتعليم الرفيع .. الراقي والذي يبعثر لنا في نهاية كل عام دراسي عشرات الألأف من الطلاب الذين لا يعرفون كيف يكتبون أسماهم بشكل صحيح .. ولا يتقنون من الحاسوب سوى اليوتيوب .. لهو إشارة ناصعة على أن "الكرة في مضربنا ".. وأننا سددناها في الزاوية " التسعين " من المرمى ..!!
ثرواتنا الوطنية وإقتصادنا القومي الغامض ..
وأموالنا المتسللة إلى " المعلوم والمجهول " لهو إشارة حمراء جميلة بأن " الكرة في مضربنا ".. وأننا وطنٌ يُتقن التسديد .. ويحترف " التهديف " ..!!
مئات الآلاف من العاطلين عن العمل .. والقنابل الشبابية الموقوتة لهو تأكيد على أن "الكرة في مضربنا " .. وأننا على قدر المسوؤلية .. وعلى قدر " اللعبة " .. وعلى قدر الخطة الحكيمة .. والصائبة .. وأننا " نضرب " الهدف ... ونحقق الغاية !!
اللوبي الهندي .. والحيتان التي تحمله على ظهرها .. والأخطبوطات التي تحميه من الأسفل .. لهو دليل جلي على أن "الكرة في ملعبنا ".. وأن هذا " اللوبي وأنصاره " مجرد متفرجين حمقى على لعبة حمقاء .. ومصفقين في مباراة تدور بين السذج والأغبياء ..!!!
هيئة حماية المستهلك وعجزها حتى اللحظة عن الحصول على "مساندة قضائية" تُسهل لها عملية " ضبط الجريمة وأحتوائها " التي يمارسها " التجار وعديمي الضمير" لهو دليل واضح على أن "الكرة في ملعبنا " ... وأننا " فائزون " في هذه " المهزلة " فوزا ساحقا ..!!
وجود أكثر من صندوق تقاعدي في وطن واحد .. مختلفة النظام .. متباينة القواعد .. لهو علامة بارزة على أن "الكرة في ملعبنا " .. وأننا نسير على الصراط المستقيم .. ونحقق العدالة والمساواة .. والرفاه لشعبنا !!
فقدان البنى التحتية لكافة ولايات السلطنة وتعثر مشاريعها ونهب ميزانياتها المتكرر لهو دليل على أن "الكرة في ملعبنا " .. وأننا " لاعبين " من الطراز المحترف ..!!
المستوى المعيشي المخجل للمواطن العماني .. وأرتفاع نسبة الفقراء والمعدمين .. وإنتشار الجريمة بأختلاف أشكالها وأنواعها لأجل " البحث عن الطعام وسد الرمق " لهو دليل على أن "الكرة في ملعبنا ".. وأننا وطنٌ كرويٌ .. صحيٌ .. وذو روحٌ رياضية عالية ..!!..
كلية الأجيال الموعودة .. وتشجيع الشباب على الخوض في غمار تخصصات عالمية وحرفية .. رائعة .. ونادرة الوجود ... ومنافسة إيران في سباق الصناعة والتسلح .. وهزيمة كوريا وسنغافورة في بناء وإنتاج العقول الألكترونية .. لهو دليل كبير وناصع على أن "الكرة في ملعبنا .." وأننا وطنٌ " الضربات الركنية .. والتهديف من منتصف الملعب .. والهجوم المرتد المباغت .. والحاسم !!
الكرة في "مضربنا" بالفعل ... فشكرا لمولانا السلطان .. وحفظ الله " كرتنا " العظيمة .. من العيون الحاسدة .. والقلوب الحاقدة البغيضة ..!!!
منقول/عبدالله الفارسي