بدر العبري العبري
لقد أرسل الله أنبياءه، وأنزل كتبه، وسنّ شريعته، ليقوم الناس بالحق، ويحكموا بالقسط، ويكونوا شهداء على النفس والغير، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا.
هذه التعاليم العظيمة، والمبادئ الجليلة، ليست من آثار الحضارة الإغريقية، ولا من نتاج الفلسفة الأفلاطونية، ولا من خلاصة الثورة الفرنسية، بل لم تكن مستوردات شرقية ولا غربية، أتدرون من أين هذه المبادئ والقيم:
من الكتاب المهجور الذي أصبح أغنية الصباح، وترانيم المساء، الكتاب الذي يتلى في الصلاة، ويهجر في شؤون الحياة ...
ماذا يطلب الله من العباد؟!!!
القيام بالقسط أولا ... الشهادة لله ثانيا ولو على حساب النفس أو الوالدين أو الأقربين، فتنظر إلى الله ولو كان الحق يخالف هواك، ويعارض رغبات أحبابك وأقربائك
وأما الثالث العدل وعدم اتباع الهوى ... والرابع عدم الإعراض عن هذه القيم والمبادئ لأنها من قبل الله تعالى ...
إنها أسس عظيمة، لثقافة ما يسمى اليوم بثقافة الحقوق ...
إنّ هذا الوطن الذي يعيش فيه أفراد المجتمع، بكافة ألوانهم وأجناسهم، وتوجهاتهم ومشاربهم، يربط بينهم زمام ثقافة الحقوق، والقائمة على القسط والعدل والشهادة لله تعالى...
والسؤال هنا: أين هذه المبادئ من مناهجنا وواقعنا، وما سر غيابها، وما نتيجة إهمالها، كل هذا ترونه عيانا، وسنظرب له أمثلة لا حقا.
تعالوا نتصور أي مجتمع يراعي ثقافة الحقوق ...
انظروا إلى ذلك الموظف في أيّ جهة كان، يعلم أنّ هذه الوظيفة أمانة وكل بها، ومسؤولية لا بد من مراعاتها، فلا يضيع ميثاق العباد، وينظر إلى الله قبل المخلوقين، لأنّ الشهادة لله أولا وآخرا، فلا يقرّب حبيبا، ليضيع أمانة من لا يعرف، فيكون عادلا قائما بالقسط ....
وتدبروا فيمن وكلّ مسؤولية كبيرة، كوزير في وزارة، أو شيخ في قبيلة، أو محافظ في محافظة، أو من اختاره المجتمع عضوا في مجلس الشورى أو البلدي، انظر إلى هؤلاء ونحوهم، إذا راعوا ثقافة الحقوق، ولم يستغلوا هذه المناصب لتحقيق مصالحهم الذاتية، بتقريب قريب، وظلم بعيد، بل أقاموها عدلا وقسطا، أمانة واهتماما، وراعو الشهادة لله وحده، فقدّموا مرضاة الله على مراضاة الأهواء والأقارب والشهوات والمناصب...
ثم تأملوا إلى الأستاذ مع طلابه، والزوج مع أزواجه، والأب مع أولاده، والتاجر مع رواده، الكل يحكم بالعدل والقسط، ويراعي ثقافة الحقوق، فلا يهضم الأستاذ حق أحد الطلاب لخصومة مع أهله، ولا يقدّم من لا يستحق لقربى أو حاجة فانية، وكذا الأب يقيم الشهادة لله في بيته، فيعدل بين أزواجه وأولاده، ويكون ناصحا مشفقا، والتاجر أيضا صادقا أمينا، ينظر إلى الله قبل المخلوقين، فهذه الشهادة لله تعالى.
أي مجتمع هذا، وأي أمة هذه، إنها لن تصنع حضارة فحسب، بل ستصنع مجدا تليدا، وحصنا مجيدا، جميع أبناءها يراعون ثقافة الحقوق، فالأمة للجميع، الكل سواء، الكفاءة عنصر التمييز لا غير،
إن غرس مفهوم ثقافة الحقوق، وتنميتها في المجتمع مسؤولية الجميع، الكل مسؤول عن ذلك،
فآن لنا أن تنخلص من ثقافة الأنا ...
وآن لنا أن نتخلص من ثقافة المصالح الذاتية ...
ثم آن لنا أن نخلص قلوبنا من الغل والحسد، والكبر والغرور
فالوطن للجميع ... لا تمييز فيه ولا تفضيل ... لا تقريب فيه لقريب أو حبيب ...
الكل يسير في دائرة الجماعة، ووفق المصلحة العامة ... ووفق القانون والمبادئ العادلة ...
ولقد بدأت تهب اليوم علينا والحمد لله نداءات قد تخلصت من مرض الذات، وتقدم مصلحة الذات ...
لطالما نقرأ ونسمع يوميا صرخات شبابية في وسائل الإعلام المتعددة للتغيير وتحقيق مصلحة الوطن الأمة، وتحقيق العدالة والشفافية، وحسن توزيع الثروة، تحت مظلة ثقافة الحقوق، والشهادة لله تعالى ...
وهذا مؤشر خير يجب أن يبارك من الجميع، فالله خلقنا للجماعة ولم يخلقنا للذات، فهذه الصلوات لماذا شرعت في جماعة ألا يكفي أن نصليها في بيوتنا؟
وشهر رمضان لماذا نصومه جميعا، ولماذا نفتتح أعيادنا بالتجمع في المساجد والمصليات ...
لماذا؟ أليس لتحقيق البعد الجماعي، وهو عمدة ثقافة الحقوق ....
هل يكفي في المسجد فقط أن يصلي الإنسان ولا يعرف إخوانه وجيرانه،
هناك من يعيش في القصور وهناك من لا يجد غرفة يسكن فيها؟
هناك من يبذر الأموال وهناك من يبيع عرضه لقوت أهله ولو ليوم واحد؟
وهناك كثير كثير، ينبغي للمجتمع جميعا كما استجابوا لله في الصلاة، أن يستجيبوا لله في تحقيق البعد الجماعي للحقوق.
الله جعلنا أخوة، لا أحد أفضل من الثاني، فلنكن صفا واحدا في تحقيق العدل، وإنزال القسط، وأن نكون شهداء لله، نعم شهداء لله وحده، الشهادة لله وحده، لا للجاه ولا للمال، لا للمنصب ولا للذوات، لا للأحباب ولا للأقارب ...
شهادة الله للجميع، هو رب الجميع، وما في الكون ملك لله........
لقد أرسل الله أنبياءه، وأنزل كتبه، وسنّ شريعته، ليقوم الناس بالحق، ويحكموا بالقسط، ويكونوا شهداء على النفس والغير، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا.
هذه التعاليم العظيمة، والمبادئ الجليلة، ليست من آثار الحضارة الإغريقية، ولا من نتاج الفلسفة الأفلاطونية، ولا من خلاصة الثورة الفرنسية، بل لم تكن مستوردات شرقية ولا غربية، أتدرون من أين هذه المبادئ والقيم:
من الكتاب المهجور الذي أصبح أغنية الصباح، وترانيم المساء، الكتاب الذي يتلى في الصلاة، ويهجر في شؤون الحياة ...
ماذا يطلب الله من العباد؟!!!
القيام بالقسط أولا ... الشهادة لله ثانيا ولو على حساب النفس أو الوالدين أو الأقربين، فتنظر إلى الله ولو كان الحق يخالف هواك، ويعارض رغبات أحبابك وأقربائك
وأما الثالث العدل وعدم اتباع الهوى ... والرابع عدم الإعراض عن هذه القيم والمبادئ لأنها من قبل الله تعالى ...
إنها أسس عظيمة، لثقافة ما يسمى اليوم بثقافة الحقوق ...
إنّ هذا الوطن الذي يعيش فيه أفراد المجتمع، بكافة ألوانهم وأجناسهم، وتوجهاتهم ومشاربهم، يربط بينهم زمام ثقافة الحقوق، والقائمة على القسط والعدل والشهادة لله تعالى...
والسؤال هنا: أين هذه المبادئ من مناهجنا وواقعنا، وما سر غيابها، وما نتيجة إهمالها، كل هذا ترونه عيانا، وسنظرب له أمثلة لا حقا.
تعالوا نتصور أي مجتمع يراعي ثقافة الحقوق ...
انظروا إلى ذلك الموظف في أيّ جهة كان، يعلم أنّ هذه الوظيفة أمانة وكل بها، ومسؤولية لا بد من مراعاتها، فلا يضيع ميثاق العباد، وينظر إلى الله قبل المخلوقين، لأنّ الشهادة لله أولا وآخرا، فلا يقرّب حبيبا، ليضيع أمانة من لا يعرف، فيكون عادلا قائما بالقسط ....
وتدبروا فيمن وكلّ مسؤولية كبيرة، كوزير في وزارة، أو شيخ في قبيلة، أو محافظ في محافظة، أو من اختاره المجتمع عضوا في مجلس الشورى أو البلدي، انظر إلى هؤلاء ونحوهم، إذا راعوا ثقافة الحقوق، ولم يستغلوا هذه المناصب لتحقيق مصالحهم الذاتية، بتقريب قريب، وظلم بعيد، بل أقاموها عدلا وقسطا، أمانة واهتماما، وراعو الشهادة لله وحده، فقدّموا مرضاة الله على مراضاة الأهواء والأقارب والشهوات والمناصب...
ثم تأملوا إلى الأستاذ مع طلابه، والزوج مع أزواجه، والأب مع أولاده، والتاجر مع رواده، الكل يحكم بالعدل والقسط، ويراعي ثقافة الحقوق، فلا يهضم الأستاذ حق أحد الطلاب لخصومة مع أهله، ولا يقدّم من لا يستحق لقربى أو حاجة فانية، وكذا الأب يقيم الشهادة لله في بيته، فيعدل بين أزواجه وأولاده، ويكون ناصحا مشفقا، والتاجر أيضا صادقا أمينا، ينظر إلى الله قبل المخلوقين، فهذه الشهادة لله تعالى.
أي مجتمع هذا، وأي أمة هذه، إنها لن تصنع حضارة فحسب، بل ستصنع مجدا تليدا، وحصنا مجيدا، جميع أبناءها يراعون ثقافة الحقوق، فالأمة للجميع، الكل سواء، الكفاءة عنصر التمييز لا غير،
إن غرس مفهوم ثقافة الحقوق، وتنميتها في المجتمع مسؤولية الجميع، الكل مسؤول عن ذلك،
فآن لنا أن تنخلص من ثقافة الأنا ...
وآن لنا أن نتخلص من ثقافة المصالح الذاتية ...
ثم آن لنا أن نخلص قلوبنا من الغل والحسد، والكبر والغرور
فالوطن للجميع ... لا تمييز فيه ولا تفضيل ... لا تقريب فيه لقريب أو حبيب ...
الكل يسير في دائرة الجماعة، ووفق المصلحة العامة ... ووفق القانون والمبادئ العادلة ...
ولقد بدأت تهب اليوم علينا والحمد لله نداءات قد تخلصت من مرض الذات، وتقدم مصلحة الذات ...
لطالما نقرأ ونسمع يوميا صرخات شبابية في وسائل الإعلام المتعددة للتغيير وتحقيق مصلحة الوطن الأمة، وتحقيق العدالة والشفافية، وحسن توزيع الثروة، تحت مظلة ثقافة الحقوق، والشهادة لله تعالى ...
وهذا مؤشر خير يجب أن يبارك من الجميع، فالله خلقنا للجماعة ولم يخلقنا للذات، فهذه الصلوات لماذا شرعت في جماعة ألا يكفي أن نصليها في بيوتنا؟
وشهر رمضان لماذا نصومه جميعا، ولماذا نفتتح أعيادنا بالتجمع في المساجد والمصليات ...
لماذا؟ أليس لتحقيق البعد الجماعي، وهو عمدة ثقافة الحقوق ....
هل يكفي في المسجد فقط أن يصلي الإنسان ولا يعرف إخوانه وجيرانه،
هناك من يعيش في القصور وهناك من لا يجد غرفة يسكن فيها؟
هناك من يبذر الأموال وهناك من يبيع عرضه لقوت أهله ولو ليوم واحد؟
وهناك كثير كثير، ينبغي للمجتمع جميعا كما استجابوا لله في الصلاة، أن يستجيبوا لله في تحقيق البعد الجماعي للحقوق.
الله جعلنا أخوة، لا أحد أفضل من الثاني، فلنكن صفا واحدا في تحقيق العدل، وإنزال القسط، وأن نكون شهداء لله، نعم شهداء لله وحده، الشهادة لله وحده، لا للجاه ولا للمال، لا للمنصب ولا للذوات، لا للأحباب ولا للأقارب ...
شهادة الله للجميع، هو رب الجميع، وما في الكون ملك لله........