وأنت تستيقظ كل صباح..وقبل الذهاب إلى عملك أو جامعتك أو مدرستك..تذكر جيدا..أنه لولا الحكومة الرشيدة ما كنت لتكون من أنت عليه اليوم… وتذكر أن الحكومة وحدها من أعطتك ووفرت لك التعليم المجاني والعلاج المجاني ورصّت لك الطرقات لتصل إلى كل مدينة وولاية وغاية وأنت في تمام صحتك!
لا تنسى أيها المواطن الاتكالي يا من تتذمر من الحكومة، بدل التفكير في سوء التعليم ومستواه المتدني، فكر أنه لولا الحكومة ما كنت لتجده مجانيّا.. وأنه بدل التذمر من عدم وجود عمل يتناسب وتخصصك، بل “برّوز” شهادتك التي لن تقبل أساسا خارج “بلدك”، وافتخر بالتعليم الجامعي المجاني الذي منحته لك الحكومة،و الذي بعدها ستصرف الحكومة حالما تتكرم عليك “بوظيفة” محترمة في أحد مؤسساتها، ألاف الريالات مجددا من أجل اعدادك لوظيفتك الجديدة، والتي إن لم تكن تتناسب تخصصك، ستجد أن ما تعلمته شيء لا دخل له بتحصصك الوظيفي مطلقا..لأن الوظيفة منهج آخر محتواه “مزاج الحكومة”.
لا تنسى أيها المواطن الذي تتشكى من “حبة الأدول” التي توزعها عليك المستشفيات مجانا، أو تتشكى من المواعيد التي لا ينتهي تأجيلها.. أنه لولا الحكومة ما كنت لتجد “مستشفى تعالج فيه، وما كنت لتحظى بفرصة الدخول لمستشفيات راقية التجهيز.. فعلامك أيها المواطن ترى “الجانب الأسود” دوما وأنت أمامك من الجوانب المضيئة ما يبهج قلبك ويزيد من فرص سعادتك المطلقة في الحياة…!!!
لماذا تتذمرون من الطريق… حتى وإن ذو اتجاه واحد.. والوفيات فيه تكاد تكون يومية.. وأعداد “ضحايا الحوادث” تقدر بالألاف سنويا.. إلا أنه لولا الحكومة ما كنت لتركب السيارة ولا كنت لتمشي على شارع مرصوف.. ولا كنت لتجد الإنارة ليلا..فكيف لك أن تتجاهل كل هذا.. وتركز على أنه ليس هناك سوى شارع واحد رئيسي.. أو أن الشوارع لمجرد دقائق “مطر” تغرق وتتوقف حركة المرور..!!!
كانت الحكومة تخرج علينا سابقا بـــ علي بن ماجد وعلي بن حمود وأحمد عبدالنبي مكي ومقبول علي سلطان وخميس العلوي…إلخ، ولسان حالهم يقول للشعب: عجبكم عجبكم..ما عجبكم شوفوا لكم بلاد غيرها. وإلا كيف للحكومة أن تترك مسؤولا يقول: مشكلة المواطن أنه يريد أن يشتري كل شي..مالازم يشتري كل شي!! وكيف تترك الحكومة مسؤولا يقول: مشكلة الغلاء مشكلة مؤقتة ولا زيادة للرواتب!!.. ومن يومها الغلاء هو الحالة الوحيدة في عمان التي تشهد ارتفاعا..!!. كيف تترك الحكومة مسؤولا يقترح حقيبة غذائية شهرية قيمتها 300 ريال، دون أن تسأل: وكيف سيعيش المواطن وكيف سيتعلم ويكتسب خبراته الجديدة إن كان سيصرف ما في جيبه على لقمة عيشه!!
أسأل: لماذا المسؤولين يعلمون أبناءهم في الخارج..؟ لماذا يعالجون أنفسهم وعائلاتهم في الخارج؟؟ لماذا لا يضعون أبناءهم وأهليهم وذويهم تحت رحمة “مشرط” مستشفيات الحكومة وأجهزتها المعطوبة؟؟؟ لماذا الشرطة السلطانية حلولها في مشاكل الحوادث تنحصر في توزيع الرادارات لحصد المبالغ المليونية نهاية كل عام!!
الفرق بين الحكومة بالأمس واليوم، أنها كانت تصدر لنا أمثال أحمد مكي وعلي بن ماجد ليتحكموا في ثروات البلد وقوانينه وأحواله، دون أ يسألهم أحدا من أين لك هذا؟؟. أما اليوم فقد أتتنا بمن يشبههم ولكن بلحية أكبر.. ويتحدث لغات أكثر.. وتجارة متنوعة أكثر.. ليأتي ليقنع المواطن أنه سبب الفساد.. وأن الحكومة هي مجموعة من الملائكة والأنبياء.. لا يخطأون.. حتى وإن فشلت الرؤية 2020، وعانينا من كل هذه المخرجات التعليمية، وبلغ عدد العاطلين عن العمل ـكثر من 163 ألف.. في بلد لا يتجاوز عدد سكانها ال3 مليون.. دولة تعيش على النفط والغاز..واعتمادها عليه يزداد أكثر فأكثر من العام الذي يسبقه.. لأن لا رغبة جادة للحكومة أو مسؤولي الحكومية للتطور.. وأقصة معرفتهم بالتنمية والتطوير..في كيفية تنمية جيوبهم وكروشهم وحساباتهم البنكية!!
ولكن..أقول في خلاصة ذلك:
نعم يا مواطن.. أنت اتكالي..حينما سمحت للحكومة أن تُفكر عنك وُتقرر عنك، ووقفتَ متفرجا على الحكومة وهي تضع يدها في جيبك..وُتقنعك أن لا مال لتساعدك فيه لمحنتك في الغلاء، والتضخم الاقتصادي..نعم يا مواطن أنت اتكالي حين سمحت لحكومتك أن تنهب أراضيك.. وتختلس موازنة الدولة..التي هي وضعت في الأساس لخدمتك وتنميتك.. نعم أيها المواطن أنت اتكالي..حين تتعب لتربية أبناءك وتشقى..وترضى لهم في الأخير بوظيفة من الدرجة السادسة أو السابعة، ومشروع يعتمد على استجلاب عمالة وافدة ليكون دخلا مرادفا لراتب ابنك.. ومن ثم تسعى لضمان قطعة أرض أو قطعتين حتى تؤمن له مساحة كافية لبناء منزل يتسع للقليل من أحلامه وأحلامك… وتترك مسؤولي الحكومة وأبناءهم يأخذون بدل الأرض عشرة أراضي وأكثر.. ويبنون من مال الدولة بدل البيت فللا وقصورا..ويستجلبون بدل العامل مئة.. ويعتلون أعلى المناصب حالما يتوظفون.. ويترأسون أعلى المناصب في الشركات الحكومية.. وفجأة تصبح شركاتهم تأخذ مناقصات ضخمة من الحكومة يجنون فيها من مناقصة واحدة مئات الألاف من الريالات..إن لم يكن الملايين!!ثم تتركهم يخرجون عليك يقولون لك: أنت اتكالي.
والله أنه لزمان.. أقل ما يمكننا وصفه كما قال الرسول محمد (ص): إذا سرق فيهم الشريف تركوه.. وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد.
والله إنه لزمان.. يأتي فيه علينا رجال الحكومة ونساءها..بألوان وأشكال وهيئات..يُسمعونك من عذب الكلام ما يرضيك ويُهدأ من خاطرك ويلجم غضبك.. كي يقولوا لك دون أن تشعر: لولانا نحن ما كنت أنت! انظر لغيرك من البلدان كيف حالها.. وانظر لنا..أنت في نعمة!
والله أنه لزمان غريب… تأتي فيه الدولة النفطية والغازية والسمكية.. لتقارن نفسها ببنجلاديش وسريلانكا وبعض البلدان العربية التي أنهكتها الحروب وأتعبها الاحتلال.. ولا تقارن نفسها بجيران لها مثل ماليزيا أو سنغافورة أو الصين..أو حتى البلدان الأوربية.. !! هل يكفيك هذا أيها المواطن الاتكاليّ.. ؟؟؟