الأحد، 20 يناير 2013

زهران بن زاهر الصارمي / مقال يطرح ألاف الأسئلة

) تحطيم فئة الشباب و تفريغها من محتواها ، بوصفها عماد أية أمة وقوامها ؛ و ذلك عبر طرق جهنمية شتى منها :
تكبيلهم بالديون ، بعد غرس ثقافة الاستهلاك و التفاخر بالمظاهر بين صفوفهم ، و فتح أبواب البنوك على مصراعيها أمامهم للغوص في وحل المديونيات البنكية ... فنجد ما تتجاوز نسبته 90% من عامة الشعب ، لاسيما فئة الشباب ، غارقة إلى أذنيها في الديون ؛ إما لبنك من البنوك ، أو لشركة للتمويل ، أو لتاجر أو لصديق ميسور. و الدَّين من أعظم الأغلال لحرية الإنسان و قتل طموحاته، فهو_ كما قيل فيه _ ذلٌ في النهار ، و هَمٌّ في الليل... فلا يبقى للإنسان المدان من حُلُمٍ أو من طموح في حياته ، سوى تخليص نفسه من نير الديون التي ينوء بها كاهله و تكبل عقله و فكره .
بتشجيعهم و إغرائهم على إدمان الخمر و تعاطي المخدرات . فما تشهده بلداننا العربية من هجمة ضارية لتهريب الخمور و المخدرات ، و من ترويج لها بين صفوف الشباب ، من قبل عصابات و عناصر إجرامية محترفة ، إن هو إلا فعل منظم مدروس ، ليس القصد منه مجرد البحث عن الثراء فحسب ، و إنما المستهدف الأساسي لذلك هو تحطيم فئة الشباب و إلغاء دورهم الفاعل في بناء الأوطان . حيث يغدو المدمن لا هم له و لا تفكير سوى في كيفية الحصول على المال ، بأية وسيلة كانت ، لشراء تلك المادة التي تغلغلت في جسده و استعبدت حياته ، فيتحول من إنسان فاعل منتج ، إلى كائن طفيلي مدمر ، عالة على نفسه و على عائلته و مجتمعه . و قد يغدو في أحيان كثيرة ، قدوة سيئة لأبنائه فيدمرهم معه باكتسابهم لعاداته. فتتوسع المأساة وآثارها الخطيرة.

إفراغ الشباب و تجريدهم من المبادئ والقيم الأخلاقية الرفيعة ، و دفعهم نحو الانحطاط السلوكي و القيمي ، و السعي لتحويلهم إلى فئة هامشية بهيمية ، لا هم لها سوى أتباع نزواتها و إشباع غرائزها الجنسية ، بشتى الأساليب و الطرق غير المشروعة ، عبر نشر شبكات الدعارة و إثارة الغرائز الشهوانية بالأفلام و الفيديوهات الإباحية التي أصبحت في المتناول ، كأشرطة مهربة تهريبا منظماً ، أو في مواقع الشبكة العنكبوتية ؛ و متى ما تحول الجنس إلى هدف وغاية عند أي إنسان ، يصبح تفكيره تلقائياً منحصرا في نصفه السفلي من جسده ، و لن يكون لنصفه العلوي أي نصيب من الحصافة أو الفكر و التأمل في أي جانب آخر من جوانب الحياة . و لحظتها تصفو الساحة لقوى التآمر لتنفيذ خططها في البلاد دون خوف من حسيب أو رقيب .

لعبة كرة القدم ، التي أصبحت بحق أكبر ملهاة للشعوب ، و نوع جديد من العصبية القبلية الذميمة ، تحول معها الشباب إلى حال هو أشبه ما يكون بالإدمان ، كلاعب لها، أو متفرج لفعالياتها ، أو مشجع لهذا الفريق أوذاك من الفرق المحلية (كالانقسام المزري الشهير في الشعب المصري بين زملكاوي و أهلاوي ) أو للفرق الأجنبية (كريال مدريد وبرشلونة ) , التي دخل حتى الإعلام الوطني في تشجيعها و ترسيخها لدى فئة الشباب بإنتاج و بث أغان و أهازيج لهذه اللعبة أو لهذا الفريق أو ذاك _ كأغنية " هذي الدائرة الساحرة ، الساحرة " المعزوفة على لحن النشيد الأممي (!!) ، و أهزوجة " برشلوني برشلوني " في الإعلام العماني .... لعبة نخرت كالسوسة في بناء الشعوب ، و مزقت لحمة أبنائها و حكوماتها أيضاً ، و ليس ببعيد عنا ما وقع بين الجزائر و مصر من شحناء و عداوة بين الشعبين و الحكومتين ، بسبب المباراة التي كانت بينهما في الخرطوم في 26 يناير 2010.

و من لا تفيد معه من الشباب كل تلك الملهيات و الإغراءات أو الأحابيل ، و انصرف للحياة الجادة و ممارسة الأعمال الرصينة ، و كان موظفاً في قطاع حكومي أو خاص ، أُغرق بتكليفه بمهام و مسؤوليات تنوء لثقلها الجبال ، و بلا صلاحيات تذكر ؛ فتُكبَّل طاقاته و تقتل طموحاته وتطلعاته ، فلا يغدو له من الوقت ما يفكر فيه في أي شيء سوى اللهاث لإنجاز المهام المناطة به في عمله الرسمي الذي يعيش عليه و يقيم به أود أسرته .

و من لم تُجْدِ معه كل تلك المصائد و الشِّباك و العراقيل ، و اتجه لشيء من الفكر و التأمل في أحوال الشعب و الوطن ، و أراد أن يقول كلمة في واقعه البائس و حقه المهضوم ، أُشرِعَت الحِراب في وجهه , و شُرِّعت له أبواب المحاكم الصورية و زُجَّ به _تحت أية ذريعة _في غياهب السجون . أو مورست معه حتى التصفية الجسدية في بعض الأحيان ، بحادث من حوادث القضاء و القدر !!
9) ظهور طبقة طفيلية ، نزل عليها الغنى و الثراء الفاحش بين عشية و ضحاها ، و بروزها كالفطر ، على سطح مجتمعات هذه البلدان، تسمى البطانة أو الحاشية أو التابعين و الحرس ، يغدق عليها الحاكم من عطاياه الفاحشة نقوداً بعشرات الآلاف ، و أراض بعشرات الهكتارات و الكيلومترات ، و عقاراً من أضخم و أفخم البنايات ، و سيارات من أرقى و آخر الموديلات ،
و لا دور لهذه الفئة سوى التصفيق و التنميق للحاكم ، و التزويق و التسويق لنظام حكمه الفاسد، تحيط به كالسوار ، و تقيم حوله السدود و الأسوار ، التي تمنعه حتى عن التواصل مع شعبه ، فيثير وجودها على هذا النحو المبتذل و المتنفج ، عند باقي شرائح المجتمع السخط و الاستياء و التذمر لشعورها بالحيف و الاجحاف في حقها و العدالة ، و يعمق الهوة بالتالي ، بين الحاكم و شعبه ، و يخلق الفرقة و التباغض بين أفراد المجتمع الواحد ، عندما يصبح الأمر فيه ، هذا من شيعتي فأدنيه ، و هذا من عدوي فأقصيه ؛ ولدى حدوث أي حراك شعبي ، تكون مهمة هذه الفئة سحل وسحق كل من يقول " لا " أو " كفى " و "لماذا ؟" ، فيضرب _كما يقال ¬ _ اللوز باللوز و الجوز بالجوز ؛ و تصفو الساحة عندها لفعل الذئاب و الثعالب الماكرة ، في ظل انشغال أبناء البلد الواحد ببعضهم عمن سواهم . و هو المطلوب في نظرية المؤامرة .

كل تلك الحيثيات تؤكد بشكل قاطع لا يقبل الشك او الجدال بأن المؤامرة ، كنظرية و تطبيق ، موجودة فعلا ، و لكن ليست على الحكام أو الأنظمة الحاكمة فحسب ، بل هي أولاً و قبل كل شيء على البلدان العربية ، ثرواتٍ و شعوباً ...على نضالاتها الجماهيرية وانتفاضاتها الشعبية ، التي أدركت القوى الاستعمارية حتمية وقوعها بقراءتها التاريخية و فهمها للعوامل الموضوعية و الذاتية لحدوث الثورات في المجتمعات الإنسانية ، فخططت مسبقا لاغتيالها أو احتوائها أو تشويهها قبل قيامها بعقود من الزمن ، لتبقي على وجودها في المنطقة و استغلالها لخيراتها أطول فترة ممكنة .
و هذا ما حدث فعلاً و تحدث ترجمته في بلدان الربيع العربي ، حين تدخلت الدول الاستعمارية و الإمبريالية و حشرت أنفها في انتفاضات الجماهير ، و أظهرت وقوفها بجانب الثورات ، ليس حبا في تلك الشعوب الثائرة أو تعاطفا إنسانيا معها ، بل اصطياداً في الماء العكر لأربعة أهداف رئيسية خبيثة هي :-
- الأول ؛ هو محاولة تشويه صورة تلك الثورات في نظر الوطنيين البسطاء و القصيري النظر، و الإثبات بأنها من صنع مؤامرة خارجية، بدليل وقوف القوى الاستعمارية إلى صفها و تأييدها لها في الإطاحة بالنظام .
- الثاني ؛ هو إحراج هذه الثورات ، و إجبارها على التعاون معها ، حين ترسل لها قارب الإنقاذ لحظة الغرق ، فيتشبث به الثوار تشبث الغريق بالقشة. و هي تفعل ذلك لا من باب تقديم المعروف أو النجدة الإنسانية ، و إنما أملا في استمرار تواجدها و بقاء مصالحها في تلك البلدان، كما كانت قبل الانتصار، من باب كما تدين تدان .
- الثالث ؛ هو تشغيل مصانعها الحربية الراكدة بتجارة السلاح الذي تبيعه في السوق السوداء لهذا و لذاك من أطراف الصراع . و لها من بعد ذلك ليس أحد الحسنيين ، بل كليهما : الأرباح الطائلة من بيع السلاح ، و بلاد غنية مشلولة القوائم ، ترتع فيها و تسرح بمؤامراتها و دسائسها كيف شاءت .
- الرابع ؛ هو إطالة أمد الصراع إلى أقصى فترة ممكنة ، لإنهاك قوى تلك البلدان ، و تدمير بنيتها التحتية على أوسع مدى ، لتستثمر ، فيما بعد ظروف الانهيار و الدمار ، في تشغيل مصانعها و شركات البناء و التعمير التابعة لها ، فتكبل حكومات الشعوب الثائرة بالديون و الاتفاقيات الاقتصادية المرهقة ، تحت شعار إعادة الإعمار الذي لابد منه

تلك هي المؤامرة الحقيقية التي حيكت و مازالت تحاك ضد هذه الأمة . و كان من نتائج الجهل بها و عدم إدراكها حتى من بعض النخب المثقفة ، أن وقعت شعوب المنطقة في حيص بيص أو بين المطرقة و السندان ، مطرقة الظلم و الاستكانة ، و سندان الاتهام بالعمالة و الخيانة؛ فهي ، قبل أن تثور في وجه حكوماتها الظالمة المستبدة ، كانت في نظر الكثير من المثقفين المزايدين على الوطنية و الثورية ، رمزاً للجبن و الاستسلام و الخور ، و عندما انتفضت و ثارت و أطلقت صرختها المدوية المطالبة بالعدل و الحرية ، صارت لديهم نصير الإمبريالية و الصهيونية ، و أداتها في إحداث ما يسمى بالفوضى الخلاقة و رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد، التي طرحتها فعلا تلك القوى الاستعمارية كضربة استباقية ضد الثورات العربية التي عرفت بأنها قادمة لا محالة ، فعملت على محاولة و أدها أو حرقها و تشويه صورتها لدى الفئات التي لا تنظر أبعد من أنفها .
أما حقيقة الموقف الاستعماري من هذه الثورات الجماهيرية ، فهو كما شهد به شاهد من أهله ، نعوم تشومسكي الذي قال في 23/10/ 2012 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة :" إن واشنطن تخشى قيام ديمقراطيات حقيقية بمنطقة الربيع العربي ، لأنها في نهاية الأمر لن تخدم مصالحها و توجهاتها في تلك المنطقة !! "
و قبل الختام ، رب قائل يقول ؛ بأن الأمة العربية هي ليست الأمة الوحيدة في العالم ، التي تعاني من تآمر أعدائها عليها ، فليس من أمة في الأرض ، و عبر التاريخ ، إلا ولها أعداء و خصوم ، يسعون جاهدين للنيل منها و التفوق عليها . و هذا صحيح مئة بالمئة ... و لكن الصحيح أيضاً هو أن نوعية التآمر و حجمه مختلف من أمة لأمة ، و من زمان لآخر .... و المؤامرة التي تتعرض لها الأمة العربية و شعوبها ، مؤامرة تختلف في حجمها و نوعها ، و في خبثها و شمولها عن أية مؤامرة حيكت ضد أية أمة من أمم الأرض السابقة و الحاضرة و ربما اللاحقة أيضاً ...فجُلُّ إن لم نقل كل المؤامرات التي تحاك على هذه الأمة أو تلك ، من أية جهة ؛ ...كانت ، و ما تزال ، إلى حد ما ، مؤامرات ذات طابع حربي أو عسكري ، تهدف في آخر الأمر إلى إنزال الهزيمة بها ، أو في أسوأ الأحوال إلى احتلالها و بسط الهيمنة العسكرية عليها . .. أما المؤامرة التي تعرضت ، و ما زالت تتعرض لها الأمة العربية فقد وُضِعت _من قبل كل القوى الاستعمارية و الصهيونية العالمية العاتية العتيدة ، و بُنيت على رؤية شاملة تناولت ، ليس احتلال بلدان هذه الأمة و نهب ثرواتها فحسب ، بل نخر و تفتيت جسدها الجغرافي و البشري بشتى الأساليب الخبيثة و اللئيمة ، الممنهجة و المخططة ، القائمة على فهم عميق و مدروس لسيكولوجية الإنسان العربي، و أنثروبولوجيا مجتمعاته القبلية ، و التي أشرنا إلى بعض منها في صلب المقال . و ما تؤكده ، أيضاً، الأحداث المفتعلة التي تقع من آن لآخر داخل بلداننا العربية أحيانا ، و أحيانا أخرى خارج هذه البلدان ، تلك الأحداث التي لا يقصد منها ، في نهاية التحليل ، سوى خلق و إشعال نار الفتنة الداخلية ، و ضرب الشعوب ببعضها و بحكوماتها المحلية ، و ذلك بحرق كنيسة هنا ، مثلاً، أو التعدي على حرمات مسجد هناك ؛ أو بالكتابات و الأفلام المسيئة للإسلام و رموزه الطاهرة في هذا القطر أو ذاك من الأقطار الغربية ، و ما يعقبها بالتالي من ردات فعل غاضبة عفوية (معروفة مسبقاً لدى مسببيها ) ، تقسم الشارع العربي، و تضع حكوماته الجديدة في ورطة لا تحسد عليها ، بين حماية مصالح المسيء وصد الغاضبين عنها ، المطالبين بالثأر و الانتقام ، فتبدو في نظر شعوبها كمن خان الأمانة الوطنية و نكث العهد و الوعد ؛ أو بالوقوف مع شعوبها الثائرة ضد المسيئين ومصالحهم ، فتعطي الذريعة و الحجة القانونية لاجتياح بلدانها و احتلالها من قبل الدول الاستعمارية المتربصة ، تحت شعار حماية مصالحها و أمنها القومي ، و رد الاعتبار لهيبتها المنتهكة حرماتها و حصانتها الدبلوماسية ، التي تقرها القوانين و الأعراف الدولية !!
و عليه ؛ نقول : لمثقفينا و لفئاتنا الوطنية ، و لكل من يحمل بين جنبيه ضمير وطني حر ، نقول : كفى !... كفى جهلا أو تجاهلا بحقيقة المؤامرة ... و كفانا انقيادا طوعيا لاستراتيجياتها أو السير في ركابها بمحض إرادتنا الواعية ... كفانا تشكيكاً و تشويهاً لكل جميل و نبيل و شريف في ساحاتنا العربية ، و لنرص الصفوف و نفتح الأذهان و الآذان و الأعين ، لنبصر و نتقي ما يحاك في الأوكار من مؤامرات و دسائس ، فنفوت على الطامعين الفرص ، لأننا بدون ذلك ، نًفرح الأعداء فينا ، و نزيدهم سخرية بنا و شماتة .
" و لا تُريَ الأعادي قط ذلٍ .... فإن شماتة الأعداء داءُ "
و بعد ... هل هذا كله يعني أن الحكومات العربية كلها محكوم عليها و مكتوب على جبينها أن تبقى أبد الدهر أسيرة ممارساتها الراهنة ، من الحيف و الإجحاف و الظلم و القهر في حق شعوبها ، و أن تبقى _ كأنه القدر المحتوم عليها _ تدور في فلك القوى الخارجية ، و تستقوى بها على مواطنيها إلى ما لا نهاية ؟ ألا يمكن لها أن تسترجع البصر كرتين ، و أن تراجع نفسها ، و تسعى إلى أن تخلق مع الشعوب التي تحكمها جسور المودة و الاحترام و التقدير و حفظ الكرامة و الحقوق ؟
أجل ! إن ذلك بالقطع ممكن ، إن هي تصالحت مع مواطنيها ، و احترمت إرادتهم في الحرية و الديمقراطية و العدل و التغيير ... و إن هي تنازلت عن بعض من أنانيتها و عجرفتها و استبدادها ، و اعتبرت أن مصيرها مرتبط بمواطنيها ، و أن الشعوب هي أكبر و أعظم حصن منيع لها من تقلبات الزمان ، لا أية قوة خارجية أخرى . .. و أن جانب العفو و الصفح و التسامح عند هذه الشعوب بحكم عقيدتها السمحاء و موروثها الحضاري و الأخلاقي الرفيع ، أكبر و أوسع من جانب الحقد أو الثأر و التشفي ، إن هي وجدت في حاكمها أبسط معاني العدل و التقدير و الحرية ... و كم نتمنى من حكامنا أن يتعلموا من ممالك كثيرة في الأرض ، و على رأسها بريطانيا و اليابان و ماليزيا ، دروس و فلسفة التعايش السلمي الحميم ، بين الحاكم و المحكوم . ذلك ليضمنوا بقاءهم و استمرارهم في الحكم ، من جهة ، و ليجنبوا بلدانهم و شعوبهم ، و هذا هو الأهم ، شر الحروب و الفتن و الدمار المستطير ، من جهة أخرى

زهران بن زاهر الصارمي
abu-shamsan@windowslive.com
21/12/2012 99206716