خبِّئيني فـ معْطَف الفَرْو القَديمْ
وامنَحيني بين نَهْدينكْ وطَنْ
خبِّئيني من المطَرْ واللِّيل واصْحي
هـذا المسا خاينْ
تعلَّم كيف يفتحْ في شراييني شبابيك الحزنْ
خبِّئيني خارج حْدود الزَّمنْ
تغتالني هذي البلاد
اللي تصك أبوابها أعرافها
ما للشَّوارع عاشِقينْ
ولا للموسيقى سلَّمً يصعدْ بنا خلف الحِجابْ
ما للأغاني في بِلادي
أيّ مَنْفذ لأيّ مَعنى
وأيّ فَجْر لأيّ بابْ
خبِّئيني جيت هاربْ
منْ مَنافي رابضَهْ خَلْف الضَّبابْ
خبِّئيني من الضَّحايا
في (الخَليل) وفي (جنينْ)
خبِّئيني
من الدِّماء اللِّي تسيل من (الخليجْ)
وتصبّ بـ (أرض الرَّافدينْ)
خبِّئيني بين نَهدينك وغنِّي
امنحيني الحبّ
في صوت الكمانْ
امنحيني ريشَة (لْيُوناردو دافنْشي)
يا (موناليزا) الشَّاعر المجنون غنِّي
دثِّريني بالأغاني بيت شعرً في فَمِكْ
واسكبيني في دَمِكْ
ذوِّبيني في مساماتكْ نفَس
يمكن فـ لَحْظة أحسّ
إنّي أنا الإنسان فيني
وانِّك انْتي مُعجزة هذا الزَّمانْ
زمِّليني وسمِّعيني أُغنية لـ(فيرُوز) ونامي
قبل ما يصحى مَلاك المُوت
ويهزّ الجَرَسْ!
أحمد العريمي