الزمان: الاثنين ٢١/١/٢٠١٣
المكان: مكتب المفتي العام للسلطنة.
الحضور:
سليمان بن سعود الحضرمي
راشد بن سالم الراشدي
بدر بن سالم بن حمدان العبري
إسماعيل بن سلطان الاغبري
يعقوب بن سلطان الاغبري
إسحاق بن سلطان الاغبري
خلفان بن عيسى البدواوي
افتتح سليمان الحضرمي الحديث عن الإصلاح وعن مقصد الاجتماع الذي لا يعني بقضية متهمي ما تسمى بالإعابة والتجمهر وممارسات القمع التي وقعت جرائها فحسب، وإنما عن القضايا التي تُعنى بالوطن بشكل عام وعن موقف المؤسسة الدينية المهمش والمحيّد عن ما يحصل في الوطن من فساد، وابتعادها عن الحديث في واقع معاناة الناس وما يقع عليهم من ظلم واستبداد واكتفائها بجانب الفتاوى.
عقّب سماحة الشيخ حول مفهومي الحريّة والإصلاح الحقيقيين، وذكر أنّ الحريّة التي تدعو إلى الانسلاخ عن القيم الأخلاقيّة وإلى قلّة الأدب لا تعتبر حرية حقيقية، كالذي تدعو إليه إحدى الناشطات حسب رواية رئيس المكتب السلطاني من دعوة الى إقامة منتخب نسائي بملابس كاشفة للعورة، وذكر سماحته عدة لقاءات في هذا الخصوص للتدخل في وقف هذه الممارسات ضد الشباب، ومن جملة اللقاءات لقائه مع رئيس مكتب القصر السلطاني، واللقاء الثاني الذي كان قبل تأريخ الاجتماع بيومين مع شخصيتين من مكتب القصر أرسلهما رئيس مكتب القصر لإقناعه بفادحة الجريمة التي وقع فيها المعتقلون، وقد عرضوا لسماحة الشيخ ملفات قضايا بعض المعتقلين والتي وصفها سماحة المفتي بأنها كتابات يقشعر منها الجسد لما فيها من كلام فاحش وبذئ ضد السلطان، والتي تعبر عن سوء أخلاق الكاتب .
وقد استغرب الشيخ من مشاركة الشباب الملتزم وتبنيهم الدفاع عن بعض المعتقلين وهم من دعاة العلمانية والليبرالية، وقد ذكر سماحته أنّ أفراد المكتب السلطاني ادّعوا بأنهم عرضوا على المعتقلين أن يوقعوا على رسائل اعتذار وتعهد ولكن المعتقلين رفضوا ذلك، ثم حذّر الشيخ بأن يأخذ الأمر مجرى غير المجرى السلمي .
جاء رد الفاضل سليمان الحضرمي قائلا إنّ الذي يدعو الى الإنحلال ليست الناشطة وإنما الذي يربي الفساد في البلاد بجميع أنواعه، وإنّ المسؤولين هم من باركوا تجرد المرأة من حشمتها وأخلاقها العمانيّة الأصيلة وليست هذه الناشطة، والشواهد في الواقع لا تعد ولا تحصى، ناهيك عن الإعلام الذي لا ينقل الا الغث من خلال تصويره للتراث العماني أنه مجرد رقصات فلكلوريّة لمجموعة من الفتيات المتبرجات ضاربا بالتراث العماني العظيم والزاخر عرض الحائط، وقد ذكر سليمان الحضرمي أنّ مجموع المعتقلين كبير ولو بدر من شخص أوشخصين أي كتابات خارجة عن حدود الأدب واللياقة فلا ينبغي تعميمها على البقيّة ، مع العلم أن الذين أساؤا فعلا هم احرار طلقاء.
ثم تحدّث اسحاق الأغبري وقال إنه مستعد لكشف حيثيات الحكم لسماحة الشيخ ليتاكد ما هي العبارة المنسوبة إليه في تهمة الإعابة وذكر أيضا بأنه لا ينبغي لسماحة الشيخ وهو شخص لديه تجربة مع الجهات الأمنيّة أن يصدق لمجرد سماعه من طرف واحد، وهؤلاء الشباب أنفسهم عندما نسب إلى المشايخ عام ٢٠٠٥ من الجهة نفسها لم يصدّقوا وخرجوا مطالبين بالإفراج عنهم، وللأسف الشديد نرى المشهد نفسه يتكرر ونرى سماحة الشيخ تنطلي عليه الفبركة، وأنّ موضوع إعتقال الشباب ليس له علاقة بما نسب اليهم من تهم وأنه أقرب ما يكون الى تصفية حسابات نشبت في عام ٢٠١١.
ثم تحدث الشيخ بدر العبري، وقال لا يمكن الاستناد الى العالم الافتراضي لما يعتريه من الاختراقات كدليل قاطع لاتهام أحد وكذريعة للتنكيل بالمعتقلين، وأنه كان متابعا للكثير من المعتقلين ولا يجد في كتاباتهم أي شكل من أشكال الإعابة، ومن جهة أخرى رد العبري على استنكار الشيخ لظهور بعض الناشطين والناشطات بمظهر غير لائق قائلاً : لا يعقل ان نغض الطرف من الممارسات التي تدعو اليها الحكومة لإخراج المرأه من حياءها وأدبها مستشهداً بما حصل من إخراج النساء والفتيات للمشاركة في الرقص والإختلاط مع الرجال في بهلا بمباركة المسوؤلين وتسليط الضوء على بعض السلوكيات الشخصية لبعض الناشطين مع أنهم يشتركون في قضية وطنية عظيمة ويناضلون من أجلها .
ثم ذكر خلفان البدواوي التجاوزات القانونية على اعتبار أن الشيخ له تجربة عريقة في القضاء ، وكونه كان قاضيا في بداية السبعين وذكر له أيضا ما حصل من امتهان إنساني في التحقيقات واستخدام أسوء العبارات أثناء التحقيق على مشايخ العلم في عمان، وأن سبب حضورنا ليس لتدخل الشيخ وطلب الوساطة وإنما لتسجيل موقف حقيقي عاجل لما يحصل في الساحة العمانية، وتحميل الشيخ المسئولية عن ما يحصل في البلد من سكوت عن الفساد.
ثم ذكر الأستاذ إسماعيل الأغبري أن سبب دخول المعتقلين هو مطالبتهم بالحقوق الإسلامية الأصلية التي يشترك فيها كل مسلم فلماذا يضربون على وتر الشخصنة والتدخل في حياة الآخرين، ولو رجعنا الى مطالب الاعتصامات التي كانت مزيجا بين أطياف عدة لوجدناها مطالب شريفة عظيمة لا يوجد فيها أي دعوة الى ما يحاولون إقناعك به .
ثم طالب الفاضل يعقوب الأغبري أن يكون لسماحة المفتي موقفا أكثر وضوحا ضد ما يحصل، وأن يكون له كلمة عن طريق الإعلام لا سيما في برنامجه سؤال أهل الذكر الذي أصبح بعيدا كل البعد عن حياة الإنسان العماني اليومية وأصبحت مواضيعه مستهلكة للغاية، فاجابه الشيخ أنه بصدد إخراج كتاب عن الاستبداد، فقال يعقوب: يا شيخ لايوجد مقارنة بين الكلام المكتوب والكلام المسموع الحي، نحن نطالبك أن يكون لك رأي عاجل في هذا الصدد .
وبعد حديث مطول تجلت الكثير من النقاط والحقائق التي كانت غائبة عن سماحة المفتي ووعد بالتحرّك في دفع عجلة الإصلاح والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .