السبت، 12 يناير 2013

مقال جدا مهم نشر في موقع الحارة العمانية / الكاتب / خاطر الحارة / العنوان / عمان .. الكبريتيون وحزب الزولية

غير مقروء اليوم, 08:46 AM
خاطـــر الحارة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الجنس: ذكر
المشاركات: 1
افتراضي عمان .. الكبريتيون وحزب الزولية


انت في عمان

قد يقولون لك نحن نمتلك خصوصية في تراثنا الذي نطبقه في حاضرنا لأنه نتاج قيَم لماضينا ولا يمكن مقارنتنا مع احد لأن الظروف تختلف من مكان إلى آخر لكن حين يريدون تبرير ما يريدون يقولون وما العيب كل دول العالم تمتلك ذلك إذن اين خصوصيتكم التي كنت قد تغنيتم بها قبل قليل لا اكثر ..

في سؤال موجه حول الاجنحة الفاخرة في المستشفيات للمواطنين الرغوة والصفوة vip رد الكثير من مواطني سبلة عمان ان لا مشكلة في ذلك كل دول العالم تفعل ذلك ولما الحسد ولقد خلقنا الله على درجات ..

اي احمق يقول هذا المثال بان جميع دول العالم تفعل ذلك يستحق بتر لسانه وربما اعضاء اخرى بالخصوص حين يعود في موضوع آخر يخص التنمية مثلا فيقول ان السلطنة تمشي بخطواتها الخاصة وبنهجها الفريد في التطور والمراحل ولا يمكن مقارنتها بأحد ..

أتعلمون قد بدأت استنتج يعني لو حالهم في المقارنة صلاح يقولوا " كفاكم حسد كل دول العالم تفعل ذلك " ولو كانت المقارنة تكشف فسادهم وتأخرهم عن الخلق " لا يمكن المقارنة فالسلطنة تمتلك تجربتها ونهجها الخاصين " وغني يا حمدان الوطني ..
وفي نفس السياق الصحي المتردي قد يمنح المريض موعدا بعد سنة لإجراء عملية وطبعا كل دول العالم تفعل ذلك مثلا مستشفى مقديشو الصومالي يفعل ذلك لما الحسد والتأفف من كل شيء ..

السؤال الذي يدور في بالي دائما حين اسمع عن المواعيد الخرافية التي تمنح للمرضى هو أليست هذه المواعيد بمددها الزمنية الطويلة خرقا سافلا للقاعدة الطبية المهمة التي تقول كل ما عولج المرض ابكر كان العلاج اسرع وانجع أتعلمون ما يعني لي ذلك وانا رجل لا احب التسرع في الحكم ولا ظن السوء المستشفى فقط يريد ان يعطي المريض فرصة ليشفى بطريقة عجيبة تبين قدرة الله على سبيل المثال يلدغ المريض سقاط وبعون الله وقدرته يشفى ويكون عبرة لمن يعتبر ..

وزارة الصحة تساهم في صنع معجزات الشفاء جزاها الله الخير ..

مدد يا شيخ العابدين مال البستان مدد ..

&&&

وان كانت الصحة متردية فالتعليم متردي لكن هذه المرة ليست الحكومة هي المسؤولة الوحيدة فما يحصل لتعليم نتقاسمه مناصفة معها ..

نحن كشعب يقع على عاتقنا الكثير من المسؤولية واهمها تعليم ابنائنا الاحترام فحين لا يكف الاب والام عن انتقاد المعلمين والتحقير منهم امام ابنائهم فالصورة التي ستثبت في عقل ابنهم ان المعلم رجلا دنيء لو تطاول من حقه كطالب ان يرد عليه بما يشاء وبلزوم الحال هوه من يقرر متى يتطاول المعلم عليه وعلى كيفه ..

نعم نحن من نفشل التعليم بتحقيرنا للمعلم فالتعليم لا يأخذ فقط بالرغبة كم طالب حفظ جدول الضرب خوفا من ضربات المعلم؟ وكم طالب ذاكر جادا للامتحان خوفا من المعلم؟

القسوة في التعليم والهيبة للمعلم هي مرادف للكتاب المدرسي و وسيلة من وسائل التعليم المهمة بل هي أساس وليس وسيلة فقط لذلك يجب ان يدرس المعلمين كيف يستخدمون الثواب والعقاب فان سن القوانين بكف يد المعلم عن المعاقبة يساوي ان نحرمه من وسيلة لا يفقه بعض الطلاب غيرها ..

هذا لا يعني تحول المعلم إلى جلاد بل إلى اب مسؤول عن ابنه لا يسعده ألم ابنه قط بل على العكس كما لديه عصا لضرب لديه وسيلة لشكر وانا وغيري لم نأتي من المريخ ضربنا ذات يوم على يد معلم اذكر اني ضربت حتى لم اعد اشعر بيداي لكني افخر اني من الصف الثاني الابتدائي كنت اقرأ الجريدة وبطلاقة ..

في تقرير سابق لإحدى الجامعات الامريكية ـ إن لم تخني الذاكرة ـ احتلت السلطنة مركز متأخر في مهارات القراءة لصفوف الابتدائية لكن دعوني اخبركم من ملاحظتي لهذه المشكلة ..

ما اشهده بنفسي عندما انظر لحال اخوتي الصغار انهم يجيدون القراءة في مرحلة متأخرة من الابتدائية كالصف الرابع او الخامس واضن هذا التأخر عائد في الدرجة الأولى للعائلة قبل المدرسة فليس من الطبيعي ان يدخل الطالب الصف الاول وهو لا يعرف الحروف العربية او لا يحفظ شيء يسير من القرآن ..

وهنا تظهر اهمية مدارس القرآن التي تعلم الاساسيات اللغوية بجانب تحفيظ القرآن ولا تتوسع في بقية المعارف كي لا تشتت عقل الطفل الصغير ولا تتعدى امكانياته في التركيز بل تركز على اللغة وحفظ القرآن فهما مفتاحين للبقية فحين يتعلم الطفل الحروف سيحفظ استخدامها من خلال الآيات واكاد اجزم جل من يقرأون الآن مروا على هذه المدارس وانا منهم والحمد لله ..

يبدو اني اصبحت اطرح حلول، يا الله اسوي خير وعسى اروح الجنة

لم انتهي من التعليم بل صعدت درجة إلى التعليم العالي العماني ان وجد فانا امتلك نظرية ان الكليات في السلطنة مجرد مدارس ثانوية مختلطة وبحجم كبير لا اكثر ففي الكليات تغيب البحوث والمشاريع تغيب الابتكارات والتجارب ويحظر التلقين والحفظ بشكل سافل وليس طاغي فقط ..

في خطاب السلطان الاخير فهمت ان التعليم في عمان ليس قصده التعليم لأجل التعليم بل قصده وهدفه التعليم لتشغيل يبدو ذلك جيدا وهدفا مشروعا لدولة نامية تحتلها العمالة الاجنبية لكن يا سلطان البلاد التعليم لدينا مجرد حفظ لا يطور معارفنا كعلم ولا يدربنا كعمال ولن اطيل الحديث فكل من مر بالكلية التطبيقية مثلا يفهم ما اقول جيدا وبهذه المناسبة اناشد جلالتك ان ترى بعين اهتمامك لحال هذه الكليات والكليات التقنية فنحن ايضا ابناء عمان كطلاب الجامعة اعانهم الله وفي اثنى عشر سنة تحت علم عمان انشدنا معا النشيد السلطاني ..

&&&
ماذا هناك ايضا؟

ليس هناك فساد واقسم انه لا يوجد في عمان والحمد لله كل شيء تحت السيطرة لا يوجد مال عام منهوب ولا ديزل مهرب ولا مجاري اودية تحول لأراضي خاصة ولا توجد انابيب مياه تنفجر ولا شركات أخطبوطيه ولا يوجد حتى مشكلة في وزارة الاسكان والديوان خلاص ما يعطي غير الفقراء فقط يوجد شعب ما يشكر هو مشكلة الدولة وبلائها .........
هل كذبت فيما قلت ؟

كذبت وانا فيما قلت كاذب فالفساد مستشري والكل يدري لكن الوطن كل افراده كأعواد الكبريت ينتظرون المشعل كابن زنجبار وكجريدة الزمن وكغيرهم علا شائنهم او نزل صدق ما نقلوا او كذبوا المهم انه يعطي سببا للاشتعال ..

لكن اعواد الكبريت كما لها خاصية الاشتعال السريع تنطفئ بسرعة وهذا هو عيبنا ننسى بسرعة قصوى اسرع من سرعة قفزة فيلكس فما يشغلنا اليوم مهما كان قدره لن يشغلنا غدا لا نستطيع المتابعة على موضوع معين كي ننهيه ونعلم نهايته ..

ما يعيبنا ايضا الانسياق وراء بعض الافكار والتغافل عن جوهرها فمثلا قضية فريق سمائل النسائي لدراجات الهوائية الذي نسيناه والذي ثرنا معه او ضده واصبح الآن خارج عقول الجميع لكن من قال ان الموضوع انتهى مع إلغاء الفريق واهم فالفريق مجرد تمثيل لفكرة اكبر وهي ان المجتمع اصبح يعيش في زمن اكثر انفتاحيه قد يعني لفريق زمن انحلال ويعني للفريق الاخر تحظر وحرية وبين الامرين مظاهر قد لا تحمد عقباها للفريقين إذا لم نلتفت لها مثل العلاقات التي تكثر الآن بين الجنسين خارج رباط الزوجية وبشكل داعر بعض الاحيان يقفز على الدين والقيم والعرف والحرية..

اذا الدراجات لم تكن إلا مشهد واحد من منظومة اكبر يجب ان نناقشها كشعب ..

اعود لتشبيه ان الشعب كالكبريت واقول الخوف ان تشتعل اعواد الكبريت معا في ساعة واحدة ليصنعوا نارا لا يسر احد ان تشتعل فمن الغبن ان تقف في صف الاسكان سنين طويلة كما يفعل اصحاب الاراضي الزراعية وفي الجانب الآخر يأتيك الخبر بتملك بعض الافراد لإقطاعيات لم نتعود على قراءة مساحاتها الشاسعة فنحن شعب تعودنا ان نقرأ 600 متر مربع واكثر بقليل وحين تعرض وثائق برقم مثل 100000 متر مربع وأكثر نصاب بصدمة عاطفية وربما تشنج في اعصاب العين ..

وما يصيبك بتشنج اكبر حين يأتي لك اصحاب مقولة "ان لعمان تجربة فريدة ولا يمكن المقارنة بين عمان وغيرها " ليقولوا لك هذه المرة بخصوص فساد الاسكان " من الافضل ان تعطى الاراضي للمتنفذين كي يعمروها ويطوروها " وهؤلاء بالذات ومن يقولوا مثل هذا الكلام اسميهم حزب الزولية العماني ..

اعضاء هذا الحزب هم المفسد الأكبر للوطن الاكثر افسادا من المفسدين بحد ذاتهم والاكثر قمعا من الاجهزة الامنية دائما ما يرون النقص في جهة دون جهة أخرى فحين كان الشباب يقولون أن الوظائف تخلف وتعطى لمن رضي عنه قالوا "وليش تريدوا لحكومة توظفوا في الشركات فيهن خير" ومن قال انهم لم يبحثوا عن رزقهم ابحث حولك في اي مكان كنت وفي اي وقت وستجد عماني يمارس احد الاعمال وانا مستعد لمراهنتك على ذلك مقابل اي ثمن تطلبه ..

واعضاء هذا الحزب يمتلكون في العادة زوالي عجمية الصنع من طراز فاخر اشتروها او اخذوها منحة.. يجلسون عليها ليطلقوا احكامهم التي تصف كل شكوى بانها مجرد عجز وكل انتقاد بانه حسد وكل مطالبة بانها غير مشروعة وقبل قليل من الزمن تهمة التطاول والإعابة انظمتا لترسانتهم السلبية مؤخرا بعد اقرارهما في المحاكم العمانية ..

&&&

هل يجب أن أقول شيء لأختم هذه التدوينة ؟؟

عن نفسي ليس لزاما عليّ أن أفعل ذلك فقط دعوكم متفائلين لم يسكن الإنسان منذ بدأ التاريخ عمان من دون سبب بل لأن هذه الأرض دائما تعطي فقط فل يكن الرهان على الغد ليس على أي أحد آخر ..


نتلاقا ..