الجمعة، 18 يناير 2013

الجميل / حمود سعود / إمتداد



اليدُ التي كُتب عنها كثيراً: أنها تبني الوطن، وأنها تحملُ أعظم رسالة " رسالة الأنبياء ". امتدت صباحاً لتصفع وجه التلميذ بعدما ضغط على قدرة صاحبها في تحمل العمل. امتدت يد التلميذ إلى هاتف المدرسة، واليد الأخرى امتدت لتمسح الدموع. امتدت يد أبيه لتحمل سماعة الهاتف في مركز الشرطة. بنجومه الكثيرة امتدت لتفتح محضرا لليد التي امتدت لوجه ابنه. في المركز الصحي امتدت يد الطبيبة لتكتب تقريراً شاملا عن الحالة الصحية للتلميذ. امتدت يد الضابط إلى جيبه، وامتدت بعد ذلك يد الطبيبة إلى جيبها لتدخل ما أخرجه الضابط من جيبه. صباحاً امتدت يد الضابط لتصافح يد المحامي. امتدت يد المحامي إلى صفحات تقرير الطبيبة. العامل في الادعاء العام امتدت يده إلى سماعة الهاتف، في الطرف الآخر امتدت يد المدير لتسمع خبر استدعاء صاحب اليد الذي يحمل رسالة الأنبياء. فتح صاحب رسالة الأنبياء هاتفه أرسل رسائل لأصدقائه، لم تأتِ أي رسالة ترد على رسائله .فتحت يده باب المحكمة. أمسكت يد القاضي القلم لتكتب الحكم. فتحت يد الحارس باب الزنزانة. أمسكت يد صاحب الرسالة قلما وكتبت رسائل كثيرة في جدران السجن. رسائل للوطن، وأخرى للأنبياء. امتدت يد الصحفي لتكتب مقالا عن الموضوع. امتدت يد الرقيب لتقطع يد الصحفي. امتدت يد الناشط في حقوق الإنسان ليكتب عريضة احتجاج، امتدت يد الحكومة لتقمعه. ظلّتْ اليد التي تحمل رسالة الأنبياء مدفونة في السجن. في السجن رأى أياديَ تمتد وأخرى تقمع.


حمود سعود