إلى كل رفيق في معتقلات هذي البلاد
أعلم يقينا أنك تجندلهم الآن بردودك الفاصلة.
تبارزهم بذي فقارك الناضح بالصدق، المرتسي بشجاعة، تعلمهم كيف هو الوطن وكيف أنت سئمت الانتظار لميلاد عمانك الجديدة، عُمانك التي هي نخلة "خلاص" باسقة، سنبلة قمح تصلي، وعريش يغازل نسائم "كوسه" الغائبة، عُمانك التي اشتهيت ذات قيض وهي دانية القطوف غزيرة الساقية،
عُمانك الفلج الرقراق، الوادي الدفاق، البحر، الدهر،الصحراء، السماء،
عُمانك الرؤوم بالحب، بالورد والود والجِد، عُمانك النجمة العالية.
***
كَونٌ من الأمل تحمله على منكبيك العريضين وتوزعه آمالاً وأفراحاً وقبلاً على جباه الاطفال، والكثبان، والجبال، والسهول، والسيوح والفيوض الراهبة- توزعه كجدٍ رحيم، ينثر التفاريح والسكاكر على أحفاده ذات عصرية باردة.
***
أنت،
من أولئك الفرسان الذين إذا ما أرادوا مبارزة النسور حلقوا معها،
أنت،
من أولئك الناس الذين إذا ما رغبوا بزراعة أفكارهم اختاروا الغيمات، سافروا بها.
أراك وحدك دائما تناغي فكرتك الشاردة،
تصاحبها بغليونك الهادر بالتقليب والتشذيب، وتحرسها بحذر رؤيتك الثاقبة،
تنظف غليونك على صخرة العبث فيتطاير نقع الخيبات، غبار التواكل، سديم الوعود، وغبش الحكايات الكاذبة،
وحيث أنت تكون الإرادة زهرة يرويها مطر روحك الدافقة،
لذا،اصدح/حاور/دَوِخ/إهدر/طوح
ثم نم قرير العين
فعُمانك حُبلى بالمعاني الخالدة