السبت، 29 ديسمبر 2012

ثابت الآلوسي العالم الفلكي والشخصية الاجتماعية العراقية يفارق الحياة بعد اسابيع من بقائه فاقداً الوعي في المستشفى.


First Published: 2010-12-30
الألوسي.. شكراً لمن سأل عني قبل موتي!
 
ثابت الآلوسي العالم الفلكي والشخصية الاجتماعية العراقية يفارق الحياة بعد اسابيع من بقائه فاقداً الوعي في المستشفى.
 
ميدل ايست أونلاين
قصة حياة مريرة
لندن – ودع الحياة ثابت الآلوسي الشخصية الاجتماعية العراقية والعالم الفلكي بالعاصمة البريطانية لندن بعد اسابيع بقي فيها فاقداً الوعي وتوقف دماغه عن العمل.
وقرر الاطباء في مستشفى "برنسيس غريس" عدم استجابته للعلاج بعد توقف دماغه عن العمل، وفارق الحياة مساء الخميس الثلاثين من كانون الاول ديسمبر.
وكان الراحل قد عاد الى لندن بعد رحلة علاج في الولايات المتحدة استمرت بضعة أشهر أجرى خلالها عمليتين جراحيتين تحملت نفقاتهما الحكومة العُمانية في التفاتة انسانية كريمة أوعز بها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان.
وتدهورت حالة الالوسي فجأة قبل اسابيع، الأمر الذي تم نقله الى المستشفى في لندن حيث رقد فاقداً الوعي لاسابيع.
وعبرت ممرضته البولندية التي رافقته لسنوات عن حزنها الشديد، متساءلة عن "إنعدام الوفاء" من اقرب المقربين اليه.
وقالت في تصريح من مستشفى "برنسيس غريس" وسط العاصمة لندن "كان الآلوسي يستظيف في منزله يومياً عشرات الاشخاص ممن يتسيدون المشهد اليوم، سواء في مناصب حكومية في العراق أو اصحاب مؤسسات اعلامية أو رجال اعمال وتجار، ولم يكلف أي واحد منهم مجرد السؤال عنه أو ارسال بطاقة شفاء أو حتى باقة ورد".
واشارت الى ان الألوسي وهو في حالته المرضية الصعبة يدين بالحب والأمتنان للسلطان قابوس آثر التفاته الكريمة في تحمل نفقات علاجه.
وعرف الالوسي بكرمه وحبه للحياة مع كل الذين يزورونه يومياً في منزله، حتى بعد تدهور حالته الصحية في السنوات الاخيرة وحاجته الى جهاز تنفس اصطناعي.
وكان الراحل قد عرض في مقال مفعم بالاسى والألم نشره في العدد الأخير من مجلة "البلورة" التي يرأس تحريرها، الى القسوة الاجتماعية والحياتية التي عاشها منذ طفولته واصابته بعاهة منذ ان كان عمره 6 سنوات واستمرت معه الى اليوم.
ويحمل المقال الملبد بالتساؤلات الشكوى الى الخالق العظيم حول حال عاشها الآلوسي أقرب الى الموت منها الى الحياة، فيما ينشر صورة له عندما كان طفلا.
ولد ثابت الآلوسي في بغداد بمحلة حيدر باشا يوم الجمعة الثامن عشر من شباط فبراير عام 1944 وشغل والده عيسى بن ثابت مدير مكتبة الاوقاف العامة في بغداد وكانت مسؤوليته الحفاظ على مجاميع ومخطوطات العائلة التي يعود نسبها الى العالم ابو الثناء الآلوسي.
تعرض الألوسي لحادث في طفولته بسقوطه من مكان مرتفع الامر الذي كسر عموده الفقري واصابه بالضمر وبقي أحدباً، وظل يعاني من هذا الحادث طوال سنين حياته بعد اجراء أكثر من عملية جراحية في المستشفيات العراقية باشراف الطبيبين غانم عقراوي وهادي السباك، وعولج في المستشفيات الالمانية والبريطانية والاميركية.


وعاني طوال حياته من صراعات مرضية وضيق في التنفس، لكنه بقي محباً للحياة كريماً مع الاخرين يحتفي بضيوفه من دون ان يعرفهم.
عاش ثابت الآلوسي في ظروف قلقة بالعراق قادته الى سجن النهاية ببغداد في ستينات القرن الماضي.
اصدر نشرة سياسية منوعة باسم "أحدب بغداد" حصل على ترخيصها بموافقة وزارة الاعلام آنذاك ايام الكاتب اللغوي أحمد مطلوب ووكيل الوزارة الشاعر نعمان ماهر الكنعاني، لكن سرعان ما اوقفت السلطات الحكومية اصدارها.
تعرض للسجن في مدينتي بغداد والكويت كما يذكر في سيرة حياته التي نشر اجزاء منها في اعداد مجلة "البلورة" التي يصدرها باللغتين العربية والانكليزية من العاصمة لندن.
غادر العراق في الاول من كانون الاول ديسمبر 1975 من دون ان يعود ثانية وتنقل مابين المانيا التي تزوج فيها من سيدة المانية انجبت له4 بنات "مريم ورابعة وفاطمة ونور"، ثم انتقل الى بريطانيا التي استقر بها واصدر مجلة "البلورة" وأدار لعدة سنوات الاذاعة العربية في لندن "سبيكتروم" التي تميزت بموقفها العربي وتقديم الخدمات الاعلامية للمغتربين العرب في لندن حتى عام 1990.
وعاش بعدها يتعالج في المستشفيات البريطانية والاميركية على أمل الشفاء من آلام رافقته منذ طفولته، الا ان الموت كان يترقف لحظته فخطفه قبل نهاية العام بساعات.