الان وبعد انقصاء فرحننا بالعام الجديد .. وعودتنا الى الواقع ... واستبصار ما حدث في العام الماضي واستشراق ما سياتي من العام ... فلا يسعنا الا استذكار اخوانا الذين ناضلوا لاجل ما نحن عليه اليوم ... وما تغير من واقعنا في عمان .. ربما يكون التغير طفيفا .. ولكنه حرك مياه راكة في الوحل العماني الذي سيطرة عليه فئة واختصت بكل شيء لها .. وسعيها لتهميش اي صوت معارض او حتى ساعي لانتقاد الوضع السائد آن ذاك .. بينما اليوم وبعد ما يقرب عن السنتين .. اصبحنا نستطيع المجاهره ببعض آراءنا وليس كلها .. وبصورة نسبية اصبح ممكن مناقشة بعض المشاكل الهامشية بكل صراحة .. والتطرق الى المشاكل الجسام ولو بصورة احترازية ...
سعينا العام الماضي ومن بدايته للبحث في قضيتهم .. اخواننا الحنضولي .... والعلوي ... واخوانهم المعتقلين الذين كانوا كبش الانتقام الاول على خلفية حراك صحار ... ضاع صيتهم في خضم الاحداث اللاحقة وما تلاها... ودخول موضوع محاكمات نشطاء الراي ... وتشتيتها للجهود وبعثرة الاوراق على اكثر من طاولة ... وبدا الانتقام من كبش الفداء الثاني ...
نشطاء الراي ليسوا غوغاء .. هم كتاب ومحامون ومهندسون ومدرسون وشعراء ... ولم يرفعوا سلاحا سوا القلم .. لايمانهم بانه يوجد ما هو افضل مما نحن عليه .. ويجب دفع العربة .. دفعها من الخلف .. لانها عجزت ان تتحرك من الامام .. او ان حركتها متثاقلة لدرجة لايمكن معها الصبر ... ربما كان الصياح من الخلف مؤلما لمن هم في الامام ... ولكن كان لابد منهم ..
تغيرت الكثير من الامور .... ظهرت وجوه واختفت وجوه ... اما خوفا او قسرا ... ربما لا اكون ضمن الاشخاص اللذين خاضوا الصراع على الارض .... ولكني عشت معهم لحظة بلحظة بعض الاحداث ... لم اكن اعرف اجزاء الصورة كامله ... ولازت لا اعرفها ... وهي اشبه بتركيب لعبة الصورة المقطعه ... كلما انتهيت من تركيبها اكتشف اني ركبتها بالصورة الخاطئة لابدا البحث من جديد عن الطريقة الصحيحة .. وقد يكون هذا حال الكثير منا ...
تغيرت امور كثيرة وحدثت عمليات غسيل دماغ جمعي احترافي .. صار بعدها من الامور الصعبة تسويق مواضيع الحقوق العامة وحرية الرأي .. وملامسة الشارع والمزاج العام من الناس البسطاء تغير من الاولويات كثيرا ولا تغير الهدف .. ربما غاب عن البعض هذا الموضوع وفقد التعاطف بعد ذلك .. البحر يشهد مدا وجزرا ويجب التمايل معه والنظر للهدف دائما .. التراجع خطوة من اجل الانطلاق لا يعني الانسحاب ... وضع السيف على الطاولة لا يعني الاستسلام ... التوقف لتضميد الجروح بعد كل شوط يعطيك القدرة على المواصله حتى النهاية ...
وفي الختام وقبل هذا العام كنت احسبني وحيدا احمل افكاري .. اخفيها بصمتي ... ولكن هذا العام كشف لي اناس لم اعرفهم .. ولم ارهم .. ولكني اشتركت معهم بافكاري وتطلعاتي .. ونظرتنا المستقبلية اللتي اتمنى ان ترى نورا .. بعمان لا يكسر بها قلم ولا يسجن ناقد للحكومة وادائها .. يومن كل فرد في فيها بانه موجود في منصبه ليخدم المجتمع ويخدم اهلها .. وتنزع الالقاب عن المناصب .. ولا يتعالى فيها انسان على انسان ..
وان تبحث عمان عن تطهير نفسها من الفساد .. ومن كل انواع المحسوبيات والرشى .. ومن كل هدر للثروات .. عمان تكشف نفسها لشعبها .. عمان شفافة .. كمياه بحر مسندم في الربيع ...
حفظ الله عمان لأهلها
محمد الشحي
1/1/2013