الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

سلطنة عمان / مقال رائع / بقلم طفول زهران



الرفاق الأحرار . معتقلي الحرية ..
سنة لاشيء من عمر الوطن . وثمن بخس من عمر الإنسان . لأنني أقارنها برجل دفع من عمره 14 عاما لأجل هذا الوطن . للحرية يا رفاق جراحها الراعفة التي لا تندمل عبر العصور والأزمان. والتي تنزف من دماء كل من حملوا شعلتها ورايتها وحملتهم أوزارها وأوجاعها . يحضرني الآن قول ماريا انطوانيت قبل اعدامها : "إيه أيتها الحرية . كم من الجرائم ترتكب باسمك الكريم!!" .
جسر الحرية لا يبنى إلا بالدماء والجماجم . معمد بالحديد والنار فهنيئا لمن كان حجرا في بناء هذا الجسر . 
رفاقي. السجن تجربة اغتراب مرهقة . ومحاولة للتهميش والتغييب . ليس لكم انتم سجناء الحرية فقط . بل لكل من يرتبط بكم وبقضيتكم خارج السجون . أو هذا ما تظنه يد الظلم والقمع . لكننا بالمقابل نعرف ان ما لا يقتلك يزيدك قوة . وأن الغباء والتعري السافر من فضيلة العدل الذي مارسته المؤسسة القضائية. سيفتح لهم بابا من أبواب الجحيم التي ظنوا أنهم أغلقوها باعتقالكم وسجنكم .

أبناء الرفاق ..
أباؤكم.ايتها الزهور اليانعة . يهدونكم عمرا جميلا يقتص من أعمارهم ومن حرياتهم . يهدونكم ذلك الوطن الحلم . ويعمدون لكم طريقا لمستقبل أكثر جمالا وعدالة . يهيئون لكم على حساب أنفسهم حياة تستحقونها ويستحقونها . ويزرعون فيكم بذرة (لا) في وجه كل من يسمح لنفسه أن يدوس على حقوقكم ويتجاوز عن كرامتكم ..فلا تنكسروا . يوما ما ستفخرون ان أباءكم زج بهم في سجون الظلم لأنهم أرادوا لكم وطنا أجمل . ولأنهم في الوقت الذي جبن فيه الجميع وخرس الكل عن قول كلمة حق . كانوا الصوت المجلجل في سماء هذا الوطن ..

أيها الرفاق . أهديكم فرح هذا اليوم الغريب . ولقلبي فجيعة الوطن وحزنه ..