الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

أغـنية




نمشي
ولا صوت لـ خُطانا
نمشي على دَرْب الغَمامْ
أجسادنا منثورة (ن) للظِّلّ ... ونمشي
هذا طَريق الأمْس؟ يسْأل
قلت .. لا
هذا السَّراب اللِّي بقى منْ حلْمنا
عشْب الصَّدى
واللِّي تَرَكْنا خلْفَنا منْ أُغْنياتْ / هذا اكْتِمال المَرْحَلَة

والأرْض؟
الأرض مِيراث ( السَّلامْ )

والحُب؟
الحُب ظلّ (ن) يسكنه ظِّلّ الغِيابْ
أو زَهْر (ليلك) يشْرَب الفَجْر بـمَهَلْ يعتقْ شَذا العطْر وينامْ
أو دَرْب مُوسيقى يأثِّث مَمْلكَة في الغيم منْ ريش الحَمامْ

واحْنا التقينا عكس ما شِئْنا التقينا
نبطيَّة لـ شاعرْ يطرِّز أغنيَة / وفُصحى يترجمْها الشَّهيد
من أنت ؟.. قال
قلت السَّحاب اللِّي يسافرْ في دَمكْ
ظلّك .. طريقك .. شهوتك .. حلمك .. خُطاك

من أنت؟ .. قلت
قال القصيدَة في فمك / أَرْبَع جِهاتك .. شاعرَكْ .. أرضَكْ .. سماك
وأنته (أنا)
منْ لَحظة الميلاد لتَفْسير العَدَمْ
وأنا.. أنا .. أنت الموزَّع في أَناكْ

قلت اتَّفقْنا
قال .. غنِّ
واعزفْ عَلَى آخرْ وَتَرْ دوزن ظِّلال الدَّمّ في (غزَّة) ونامْ.

وزَّعت صُوتي للوداع .. أغْنيَةْ
وارمي علَى آخر قَصيدَة ما بقا من حزْننا / صمت (ن) كسَرْ مَعْنى الكَلامْ
بين البيوت اللِّي تناثَرْ ظِّلها أشْلاء أطْفال وحَمامْ
للعابرين فـ صمْتنا
للرَّاحلين لحلْمهم
بين الشَّظايا والمَرايا والدُّخانْ

للسَّائِرين المُتعَبين من الصُّراخ فـ دمّهمْ
للرَّاكضين لحتْفهُمْ
من طِينهُمْ
لأرواحهُمْ
للإحْتِمالْ

أعزِفْ على آخرْ وَتَرْ .. باسْم الشُّعُوب اللِّي تآمنْ بالسَّرابْ
باسْم العُرُوش الرَّمْل
والحلْم الوَطَنْ
باسْم الفَجيعة والخَرابْ
وانزفْ على أرْضي قَصيدَة من طفلْ
رتَّب صُراخَه أغنيَة
علَّق عليها الشَّمس فـ بلادَه وغابْ.

أحمد العريمي