الأحد، 10 مارس 2013

الصحفي محمد البلوشي / يحكي تفاصيل قضية التجمهر 2012 (يوم الاعتقال)...


قضية التجمهر 2012 (يوم الاعتقال)...

رغم وصولها للمحكمة العليا ومضي حوالي 9 أشهر على وقوع الحادثة يبدو أن تفاصيل قضية التجمهر 2012 لا زالت لم تصل لكثير من الناس...
وللأمانة الإعلامية أروي ما شهدته بنفسي يوم اعتقال المتظاهرين الذين اتهم وأدين منهم 11 شخصا لاحقا في قضية "التجمهر 2012":

_ تاريخ الوقفة الإحتجاجيه: يوم الأثنين 11 \ 6 \ 2012 سبقتها وقفتان احتجاجيتان في نفس الموقع في اليومين السابقين السبت 9 \ 6 \ 2012 و الأحد 10 \ 6 \ 2012 بأعداد مختلفة من المحتجين.

_ موقعها: على رصيف المواقف القريبة من بنك مسقط المقابل للقسم الخاص لشرطة عمان السلطانية (المبنى القديم لقيادة شرطة عمان السلطانية) في القرم.

_ توقيتها: من الساعة 5:30 مساءا إلى قرابة 6 مساءا من ذلك اليوم.

_ سبب الوقفة الإحتجاجيه: احتجاجا على ما اعتبره المحتجون "انتهاكات" للحقوق القانونية للمحتجزين حينها على خلفية ما سمي في ذلك الوقت بقضايا "الكتابات المسيئة" وعرف لاحقا بقضايا "إعابة الذات السلطانية".

_ عدد المحتجين في ذلك اليوم: 26 شخصا على الأقل حسب ما توضحه الصورة أعلاه بينهم 5 نساء وهو تقريبا نفس العدد الثابت في محضر الضبط على حسب ما أتذكره من دفاع المحامين في المحكمه.

الإعتقال: (على حسب ما أتذكره) كان تقريبا ما بين (الساعة 5:50 والساعة 6:00) من مساء الأثنين 11 \ 6 \ 2012 يعني أن مدة الوقفة الإحتجاجية كانت تقريبا ثلث ساعة على حسب تقديري ابتداءا من الساعة 5.30 مساءا.

وهنا أروي ما حدث...
قرابة الساعة 2 أو 3 ظهرا من يوم الأثنين 11 \ 6 \ 2012 تصفحت أحد مواقع التواصل الإجتماعي لأجد إعلان عن وقفة إحتجاجية أمام القسم الخاص (المبنى القديم لقيادة شرطة عمان السلطانية) في القرم احتجاجا على ما عبرعنه الإعلان بأنه "انتهاكات" للحقوق القانونية للمحتجزين حينها على خلفية ما سمي في ذلك الوقت بقضايا "الكتابات المسيئة" وعرف لاحقا بقضايا "إعابة الذات السلطانية". رأيت أنها وقفة إحتجاجية تستحق التغطية الإعلامية كوني اطلعت قبل ذلك على صور الوقفة الإحتجاجيه يوم السبت 9 \ 6 \ 2012 ولم أكن أعلم حينها أنه كانت هنالك وقفة إحتجاجيه كذلك يوم الأحد 10 \ 6 \ 2012.

أبلغت مصور الجريدة مباشرة عن تلك الوقفة وتواجدت في الموقع قرابة الساعة (5:15 - 5:20) مساءا, تجولت حول المنطقة أتفقد المكان. لم يكن قد وقف حينها أيا من المحتجين في الموقع بينما كانت هنالك دورية واحدة للشرطة بنية اللون واقفة عند مدخل المواقف قبل بداية الوقفة الإحتجاجية. انتظرت المحتجين ليتجمعوا لمقابلتهم وكذلك فعل مصور الجريدة (ه المحروقي) الذي كان برفقتي ليلتقط صورا للوقفة بعد رفع لوائح مطالبهم وأسباب تلك الوقفه. وقف المحتجون صفا واحدا على رصيف المواقف القريبة من بنك مسقط المقابل للقسم الخاص لشرطة عمان السلطانية في القرم رافعين لوائحهم ولكن بدون هتافات(وقفة إحتجاجية صامتة) . ابتدأت مقابلة مجموعة من المحتجين تقريبا عند الساعة ٤0: 5 بسؤالهم عن سبب وقفتهم.......قابلت منهم ناصر صالح الغيلاني وبدر الجابري بالإضافة لشخص ثالث ثم انتقلت للعنصر النسائي المشارك في الوقفة فقابلت احداهن وقرابة انتهائي من مقابلة مشاركة أخرى في الوقفة أتفاجأ بتطويق مكان الوقفة من قبل شباب مكافحة الشغب بعمل حلقة حول المحتجين.

"شباب...إخوان وأخوات إللي حاب يفك الإعتصام يتفضل يروح وإللي حاب يعتقل يتفضل يركب مع إخواننا في باص مكافحة الشغب" هذه العبارة التي أتذكر أني سمعتها من سعيد الهاشمي تلك اللحظات فجاء الرد عليها من قبل قائد القوة الأمنية حينها المقدم علي باصديق وكان بالزي العسكري حينها (عرفت اسمه في جلسات المحكمة فيما بعد) قائلا بما معناه: "خلاص. لا يمكن لأحد الإنصراف الآن والجميع مأمور بركوب الباص"... حينها تقدمت للمقدم علي باصديق وأريته بطاقتي الصحفية وأخبرته أني من جهة إعلامية أتواجد لتغطية ما يحدث فقال لي: (اسمحلي يا أخوي...عندنا أوامر باعتقال كل الموجودين في الموقع)...نظرت لباص مكافحة الشغب منتظرا دوري لركوبه وفجأة قام أحد أفراد القوة الأمنية بإخبار المقدم أحمد الرواس الذي كان موجودا كذلك في الموقع ولكن بالزي المدني فاقتربت منه وبعد الإطلاع على بطاقتي الصحفية وإجراء بعض الاتصالات سمح لي بمغادرة الموقع وكان حينها قد ركب جميع المحتجين باص مكافحة الشغب وتحركت الباصات على ما يبدو إلى السجن المركزي بسمائل كما سمعت من المقدم علي باصديق في حين أن الحركة المرورية بين جسر القرم والدوار المؤدي لحديقة القرم كانت مغلقة من قبل دوريات الشرطة لحظات الإعتقال...يتبع...
(وقائع جلسة المرافعة الختامية في المحكمة الإبتدائية لقضية التجمهر)

محمد البلوشي
الأحد 10 \ 3 \ 2013