الثلاثاء، 19 مارس 2013

عبدالله الفارسي / تحية وتقدير لرجالات " القسم الخاص " ..!






تحية وتقدير لرجالات " القسم الخاص " ..!
أعتذر من كل الأقلام الجميلة القليلة والتي وقفت بجانبي خلال مسيرتي القصيرة في هذا المنتدى .. أعتذر منها بصدق وإنحناء لأنني سأخذلها في هذه اللحظة .. فأنا جزء حميم من منظومة الخذلان الشاسعة اللأمحدودة ..!!
نعم .. سأغير المسار قليلا .. أو ربما كثيرا .. لا أستطيع تحديد مساحة التغيير التي قررتها .. المهم هو " التغيير " وكفى كما طلب مني ..!!

لقد كنت بالفعل في ضيافة القسم الخاص يوم الخميس الماضي .. لقد كانت ساعات طويلة بمعيتهم .. ولكنها كانت لحظات دافئة جدا .. رغم برودة التكيف .. وهدؤ الغرفات والصالات ..حقيقة وبكل أمانة لقد كان موظفي القسم الخاص الذين ألتقيت معهم في منتهى التهذيب واللباقة ودماثة الخلق .. قضيت معهم أكثر من خمس ساعات بين الدردشة والأكل والشرب مع الوطن وهمومه .. ومهموم وشجونه ..!!

لقد منحوني إعترافا وتصريحا بمزاولة كتابة الهموم الوطنية ولكنهم طلبوا مني بكل أدب وجمال .. وروعة .. ضرورة تلطيف القلم .. وسكب الحبر بهدؤ وتعقل .. وتشذيب السطور ومنحها رائحة زكية كرائحة هذا الوطن الجميل .
لقد قالوا لي : إن قلمك رائع يا مهموم .. ولكنه لاذع ..
لقد قالوا لي : إن قلمك سخي يامهموم ... ولكنه حارق ..لقد قالوا لي إن قلمك مميز يامهموم .. ولكنه موجع ..!!!
لقد قالوا لي بأن الوطن يستحق منا الإهتمام والكتابة .. ولكن باللطف واللين .. والكلمة الجميلة .. والموعظة الحسنة 
لقد قالوا لي إن الوطن كفتاة بارعة الجمال .. ولكنها أيضا تشتهي الحلي .. والأصباغ .. وتحتاج إلى العطور .. والحناء ..
قالوا لي : إننا بحاجة ماسة إلى أقلام هادئة .. متزنة .. وعاقلة .. ولا نحتاج إلى أقلام ساخطة .. غاضبة .. لاعنة .. يابسة .. وقاسية !!لقد قالوا لي : إننا في أشد الحاجة إلى الكلمات الهادئة .. والإنتقادات الصادقة .. والنصائح الراشدة ..قالوا لي : اكتب هموم الوطن كيفما ترغب .. وأينما تشاء .. ولكن رقق الحبر .. وهذب السطر .. ووازن الأفكار .. وجمل الكلام ..!
قالوا لي : كتاباتك تنحرف بعيدا عن تيار المنطق الجميل ..قلت لهم : وهل هناك " منطقٌ جميلٌ " في هذا الوطن الجميل ..!!

لقد قالوا لي : سطورك بعيدةٌ عن الموضوعية ..قلت لهم : لقد درست الموضوعية كمصطلح .. ولم أرها كواقع ..!!.
..
فعلا كانوا أفرادا جديرين بالشكر .. مستحقين للإحترام والتقدير ..


فشكرا لهم ... وأقول لنفسي .. ولهم مجددا : .. أنا قلم ولد في الصراخ .. ونبت في الضجيج .. وتغذا من الوجع .. والألم الشديد .. فإذا كان قلمي في نظركم قد أساء الكلام وأنحرف عن الطريق فتلك طبيعته ولن يتمكن من تغييرها .. فهو من مواليد " الوجع " .. وليس هناك حل لهذه المعضلة سوى كسر القلم .. وتطهير المكان .. وسكب الحبر في التراب .. 
فالمهموم لن يكون متفاءلا في يوما وليلة .. ولا أعتقد بأن السنوات المتبقية من العمر تكفي لسقاية الشقوق الملتصقة بأعماق القلب .. وأطراف الفؤاد ... فمواسم الأمطار نادرة في وطننا .. وأفلاجنا يخنقها الجفاف .. واليبس !
ولكن كما قال لي الكثيرون .. وكما اكد لي أخوتي في القسم الخاص أن " محاولة التغيير واجبة .. والرغبة في التعديل مشروعة .. ومتواصلة وغير متوقفة .. والأمل متجدد .... فلا بد من رفع أشرعة الأمل .. والإبحار في العواصف .. والتطلع إلى النجوم .."

شكرا لموظفي القسم الخاص .. شكرا كبيرا ..
لقد عاهدتهم بأن أكون قلما أبيض رغم يقيني بأنني لن أرى البياض يوما ما ..!! 
لقد وعدتهم بأن أكون حبرا أخضر .. رغم إصفرار القلب .. وقتامة المنظر .. 
لقد عاهدتهم بكل قناعة ورضى بأن أبتعد عن زراعة اشواكي بين الورود .. والتوقف عن نثر حجارتي في الطرقات .. ومشاتل الزهور ..!!
لقد وعدتهم دون ضغط منهم أن أتوقف عن بث الهموم .
.
نعم أيها الأصحاب .. فليس هناك شيء يستحق كل هذا الضجيج .. وليس هناك شيء يستحق كل هذا الصهيل .. والعويل ..الكتابة في زمن "الجهل" حماقة عظيمة .. وزراعة الكلام في "المآتم" .. جريمة كبيرة ..!!!! 
وداعا أيتها الحارة الكريمة .. ووداعا أيها الأحبة ..وشكرا لجهاز الأمن ...
وحفظ الله الوطن ..!!

عبدالله الفارسي