بدر العبري / اعتصام الأوبرا مرحلة جديدة للتغيير
الجزء الأول
شاركتُ شخصيا بالأمس في اعتصام الأخوة عند دار الأوبرا، والذي امتدّ قرابة الثلاث ساعات، وأبهرني وعي الشباب بفنّ الاعتصام المؤقت، أو الوقفة الاحتجاجية، رغم محاولة بعض الشبيحة – إن صح التعبير – إثارة البلبلة بين المعتصمين، ولكن خبرة الشباب لسنتين كاملتين أفشلت هذه الشبيحة.
اعتصام الأمس الخميس والذي شارك فيه العشرات والذين لا يقلون حسب تقديري عن ثلاثمائة مشارك أسقط النظرية الأمنية، والدعاية الإعلامية، في تشويه صورة ما بعد اعتصامات 2011م، والذين حاولوا تشويه الصورة من خلال الإرهاب الأمني بزج المئات من الجنود والضباط ورجال الشغب، حيث أذكر في وقفة القرم كنا لا نتجاوز العشرين رجلا، بينما الجنود من حولنا ومن خلفنا وعند المداخل والمخارج، وحافلات الشغب بصورة مرعبة، وكأننا محملون بالأسلحة المدمرة، بينما كنا نحمل فقط لوائح متناثرة.
ومن الإرهاب الأمني زج من طالب بالإصلاح في السجون، وتشهير صورهم بصورة مقززة وكأنهم كبار تجار المخدرات، وبث ذلك في وسائل الإعلام المقروؤة والمسموعة والمشاهدة، بجانب إصدار مادتي التجمهر والإعابة بفترة سريعة، مع عدم وضوح المادتين رأسا، وتوضيفهما للصالح الأمني.
إنّ اعتصام الأمس بدد هذا التطويق الأمني، لقد رأيتُ بالأمس سيارات الشغب تتوافد مبكرا، ورجال الأمن يحيطون المنطقة شرقا وغربا، وعند المداخل والمخارج، ومع هذا الأعداد تتوافد بصورة كبيرة، ولو استمروا في الوقت لزاد العدد بصورة أكبر، فلم ترعبهم هذه الصورة الأمنية العجيبة.
اعتصام الأمس كسر كلّ شيء، وأثبت أنّ المجتمع العماني في مرحلة بحق جديدة، ونقطة تغيير لا يمكن أن ترجع إلى الوراء أبدا، وعليه على المؤسسة الأمنية، وما يتبعها من مؤسسات خدمية وغيرها بشكل مباشر أو غير مباشر أن يتقبلوا الوضع الجديد، وأن يفعلوا دور مؤسسات العمل المدني، وأن يفتحوا الحرية للجميع في وسائل الإعلام فهي الحل الوحيد للخروج من الأزمة وليس القمع الأمني.
وفي الجزء الثاني سأتحدث عن مطالب المتدينين والأوبرا وموقف غيرهم من التوجهات الأخرى.