اعتقلت السلطات مساء أمس الجمعة مجموعة من المتظاهرين كانوا قد تجمعوا أمام دار الأوبرا بدءا من الخميس الماضي، وذلك احتجاجا على حادثة قراءة سورة الفاتحة من قبل فرقة الجاز الأمريكية في أحد العروض التي تقدمها الأوبرا السلطانية رغم اعتذار رسمي من الدار عقب الحادثة.
وطوقت قوات الأمن العمانية المتظاهرين وتم اقتيادهم إلى الحجز – حسب المعلومات التي حصلت عليها البلد – مساء أمس الجمعة حسب ما قال شهود عيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقال مواطنون إن الطرق المؤدية من وإلى القرم توقفت بسبب الحادثة الخميس مساء وقال محمود العبري الذي كان يقود سيارته عائدا من معرض مسقط الدولي للكتاب: ” قطعت الطريق من الخوير إلى القرم في ” ساعتين ” أثناء المظاهرة التي وقعت أمام دار الأوبرا، فيما أكد آخرون إن المتظاهرين لم يقتحموا الشوارع.
يذكر أن دار الأوبرا السلطانية كانت قد قدّمت اعتذارا رسميا لحادثة ” الفرقة الأمريكية ” التي قرأ أحد أعضاءها آيات من القرآن الكريم؛ حيث قالت في بيانها أن “ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﺗﺮسيخه ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻋﺒﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ بشكل ﺣﻀﺎﺭﻱ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻷﺩﻳﺎﻥ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺭﺿﻴﻦ”.
ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ:” ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﺗﻌﺪ ﺍﺧﻼﻻ ًﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻭﺑﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﺗﻀﺢ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺗﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺃﻥ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﻴُﺴﻌﺪ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻣﺆﻛﺪﺍً ﺇﻥ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍً ﻋﻦ ﺣﺒﻪ ﻟﻪ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﺴﻠﻢ ، ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ: ، ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻌﺮﺽ ﺃﻋﺮﺑﺖ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻴﺎﺋﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﻢ ﺣﻴﺚ ﺃﻛﺪﺕ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﺮﺩﻱ ﻭﻻ ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ ﺇﻃﻼﻗﺎً ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻳﻪ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺭﺋﻴﺴﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺩﻭﺭ ﺛﺎﻧﻮﻱ “.
وكان سماحة الشيخ الخليلي المفتي العام للسلطنة قد قال في وقت سابق حول الحادثة : ” أرجو أن أكون واضحا وصريحا أنني أقول كلمة الحق سواء أسرت الناس أم أساءت لهم. لقد أكدت لكل الناس وكافة المسئولين أهمية قدسية القرآن وصونه من أشكال الترهات واللهو “. كما أعرب سماحته عن تفاؤله بقراءة سورة الفاتحه رغم عدم رضاه حول المكان والوضع الذي تمت فيه التلاوة، وأشار إلى أنه يرجو أن تتحول دار الأوبرا إلى دار للقرآن الكريم يستبدل فيها اللهو والطرب بالذكر وقراءة القرآن ويتنافس فيها المتسابقون من حفظة القرآن الكريم وهو خير ما يصحح به الخطأ – حسب وصفه-.
ووصف متابعون في وقت سابق عبر مواقع التواصل الاجتماعي قرار الاعتذاروالاستنكار الذي صدر عن دار الأوبرا بالجريء، وقال ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻴﻮﺳﻔﻲ : ” ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺟﻞ ﻟﺪﺍﺭ ﺍﻻﻭﺑﺮﺍ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﻳﻌﻜﺲ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﺯﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ”، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺘﺐ ﺧﺎﻟﺪ ﺣﻤﺪ :” ابحث عن ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻐﻨﻲ ﺍﻷﻭﺑﺮﺍ ﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ولم أجد، ﺭﺑﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻮﺩﺩ ﻟﻠﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻐﻨﺎﺀ ﺃﺟﻤﻞ ﻛﻼﻡ ﻟﺪﻳﻬﻢ”.
رحمة الجديلية – البلد