السبت، 6 أبريل 2013

محمد الفزاري / أحلام معتقل من سجن سمائل المركزي



26‏/03‏/2013

أحلام معتقل من سجن سمائل المركزي


هذا النص البسيط تمت كتابته في السجن بتاريخ 20/1 (سجن سمائل المركزي) بمناسبة ذكرى "26 فبراير" أثناء قضائي فترة محكوميتي في (قضية التجمهر) قبل قبول الطعون والحكم بالإفراج عنا بكفالة شخصية وإعادة المحاكمة من جديد من خلال هيئة مغايرة.


تم تسريب النص من السجن إلى الخارج.. انتشر النص في عدة فضاءات إكترونية ومنها صحيفة "الوطن" الجزائرية بعنوان:

(سلطنة عمان:أحلام معتقل من سجن سمائل المركزي...من خلف القضبان سجين الرأي والتعبير محمد الفزاري يرسل أحلامه..)







* النص :

من خلف القضبان/ محمد الفزاري


في هذه الساعة المتأخرة من الليل قرابة الثالثة فجراً، معتلياً من فوق سريري الحديدي ذو الطابقين وقد غلبني الأرق وأرهقني التفكير. ورغم ذلك الألم أنرسمت ومازالت إبتسامة لا إرادية على وجهي فور تذكري اليوم الذي بزغت فيه شمس عمان الجديدة، بل اليوم الذي شهد ولادة مجتمع عماني جديد، مختلف في تفكيره ومختلف في تطلعاته ذو أحلام واَمال تلامس السحب وتزحزح الجبال.


رغم برودة المكان العالية وظلمة الليل الحالكة التي تخترقها أضواء المصابيح البيضاء المحيطه بجميع الزنازين السته عشر في الجناح 12، أشعر بدفئ وحرارة ذلك اليوم.


كيف أستطيع أن أنسى أو أتناسى ذلك الحدث، ذلك اليوم، تلك الساعات التي أستمرت لأسابيع أظهرت فيها أن عمان مازالت تحتضن مئات ومئات من الرجال تحب الحق وتغار على عمان ولاترضى بالظلم والفساد.


ذكرى ذلك اليوم تقترب، بقيت أيام معدودة، يجب أن أحتفل هنا.. هنا في السجن.. نعم سأحتفل.. سأحلم .. لكن من سيحتفل معي هنا؟! من سيشاركني ركوب بساط أحلامي لنحلق عالياً. في الخارج يوجد الكثير من الحالمين أنا متأكد، فقط رفقاء الدرب المعدودين معي يستطيعون فهمي. ضحايا السياسات العقيمه في محاربة تجارة وتعاطي المخدرات مشغولون في عالمهم وكذلك أيضا ضحايا الفقر والتخلف الإجتماعي والأخلاقي.


البرودة عالية في الخارج وكذلك هنا فوق السرير، فتحتا التكيف الملعونتان اللتان تعتليان الجدار خلف سريري الحديدي الملعون الاَخر تحاولان إفساد فرحتي، سأقاوم.. سأحلم.


أكتب ياقلم أحلامك لايستطيع أحد أن يصادرها، من هذا اليوم سأبدأ إحتفالي، بل من هذه اللحظه.. الاَن.. سأحلم بعمان الجديدة.. أكتب ياقلم:
- أتمنى أن يتم وضع دستور جديد يضمن فصل السلطات الثلاث " عملياً " وإعطاء كل سلطه حقها الكامل في القيام بواجباتها المنوط عليها.
- أتمنى أن يتم وضع رؤية أستراتيجيه طويلة المدى تكون واضحة المعالم لباقي أفراد الشعب.
- أتمنى أن يتم تعيين رئيس وزراء.
- أتمنى أن يتم إيجاد اَليه في عدم تدخل السلطه الأمنيه في القضاء وباقي جميع مفاصل الدولة.
- أتمنى إيجاد حلول إقتصادية سريعة ومدروسه لتحسين الحالة المادية لأفراد المجتمع العماني.
- أتمنى إيجاد حلول سريعه ومدروسه لتحسين الأوضاع التعليميه بالمدارس ومؤسسات التعليم العالي.
- أتمنى إعادة النظر حول مؤسسة ديوان البلاط السلطاني مع وضع أهداف واضحه لأعمال ومهام هذه المؤسسه لجميع أفراد الشعب مع وضع اَليه تضمن الرقابة التامة.
- أتمنى إمكانية إطلاع المجلس التشريعي ( مجلس الشورى ) على موازنات ومصروفات مؤسسات وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية وديوان البلاط السلطاني.
- أتمنى إيجاد حلول سريعة ومدروسة لتحسين الأوضاع السياحية التي تفتقر إليها السلطنه بشكل واضح رغم وجود الإمكانيات الطبيعيه والتعدد التضاريسي والجغرافي.


- أتمنى الشعور بأني عماني، في بلدي، على أرضي، وأنا بين الناس ف السوق.. العمل.. الشارع.. السجن. أنا عماني، أنا عماني وأحلم بعمان الجديدة.